أنت هنا
الثورة لعبة العقائد
الموضوع:
تاريخ النشر:
isbn:
نظرة عامة
على الإنسان أن يفهم أعجوبة الأشياء ليصبح كل شيء مفهوماً. إنهم يقولون إن الفلسفة تبدأ بالعجب، ربما! لكن الفلسفة تحاول دائماً أن تدمّر العجب، تريد الفلسفة أن تقتل أمها لأن كل جهودها تنصبُّ على توضيح الغموض المحيط بالوجود.
كلما اعتقدت بأنك تفهم أكثر قلّت الدهشة والعجب والاحترام والحبّ. حينها يبدو الوجود وكأنه باهت ورتيب ليس فيه غموض. وعندما لا يكون هناك لغز في الخارج لن يكون هناك شعر بالداخل لأنهما يسيران معاً، هما متوازيان، الغموض في الخارج والشعر في الداخل.
يمكن للشعر أن يظهر فقط إن بقيت الحياة تستحق الاستكشاف بينما يموت الشعر عندما تعرف، إن سعة المعرفة موت لكل ما هو جميل فيك. مع موت الشعر تعيش حياة لا تستحقّ أن تعاش ولا يكون لها أي معنى. حياة لا يكون فيها أي احتفال فلا تستطيع الإزهار ولا الرقص ولا يمكنك إلا أن تجرجر قدميك. إذن ربما كان الذين يقولون إن الفلسفة تبدأ بالعجب على حق، لكنّي أودّ إضافة شيء آخر وهو أنها تحاول أن تقتل أمها.
يُولَدُ الدين بالعجب ويعيش بالعجب، يبدأ الدين بعجبٍ وينتهي بعجبٍ أكبر وهذا هو الفرق ما بين الدين والفلسفة، حيث تكون لكليهما نفس البداية لكنهما ينفصلان فيما بعد. يبدأ الدين بالتمعَن بالألغاز ويجد أن تلك الألغاز تزداد عمقاً، فكلما عرفت أكثر قلَت معرفتك ويصبح الجهل هو الحدَ الأقصى من المعرفة. تصبح جاهلاً تماماً لا تعرف شيئاً على الإطلاق وتصل إلى حالة من البراءة. في تلك الحالة من البراءة يصل الشعر إلى كماله، وذلك الشعر هو الدين.
الفلسفة ضدَ الدين وهي لا تدعم ما يستمر الفلاسفة بقوله. لا يمكن أن تكون هناك فلسفة متديّنة لأن جميع الفلسفات تبحث عن المعرفة بينما يبحث الدين عن الكينونة. إنهما بعدان متعاكسان تماماً فالمعرفة سطحية محيطية والكينونة مركزية داخلية. الكينونة هي عندما لا تكون والمعرفة هي عندما تكون أكثر مما يجب. المعرفة هي رحلة (الأنا) بينما الكينونة عبارة عن (اللا أنوية).
مشاركات المستخدمين