أنت هنا
النص الغائب في ( أولاد حارتنا ) لنجيب محفوظ دراسة في تفاعل النصوص
تاريخ النشر:
نظرة عامة
كتاب " النص الغائب في ( أولاد حارتنا ) لنجيب محفوظ دراسة في تفاعل النصوص " ، تأليف د. وليد محمود خالص ، والذي صدر عن دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
إنَّ الأصل الذي يقوم عليه هذا الكتاب هو دراسة قصيرة كان الباحث قد أعدّها للمشاركة في مؤتمر علمي عن الرواية، ومشاغلها، غير أنَّ أموراً طرأت، وأفكاراً تبدّلت حَدَت بالمشرفين على ذلك المؤتمر إلى تغيير عنوانه، فأسدوا بذلك يداً لا تنسى لتلك الدراسة سابقاً، وهذا الكتاب حاضراً، إذ حمل ذلك التغيير على إعادة النظر فيه، وتوسيعه، وسدّ الثغرات فيه، وإثرائه بمصادر جديدة لم تتهيأ له في حالته السابقة بسبب ضيق الوقت، وفوق ذلك كلّه مدّ البصر بالدرس، والتأمل ليشمل (أولاد حارتنا) كلّها بعد أن كان مقتصراً على قسم واحد منها فقط، وكانت من أماني الباحث الغوالي أن يكتب شيئاً عن (أولاد حارتنا)، وها هو جانب من تلك الأماني يتحقق بكتاب، لا بدراسة قصيرة كما كان مقدّراً لها سابقاً·
والباحث يعلم أنَّ (أولاد حارتنا) نالت نصيبها من الدرس شأنها شأن روايات نجيب محفوظ الأخرى، بَيْد أنَّ هذا الجانب الذي أُفرد هذا الكتاب له لم يَنَلْ حظَّه من الدرس في حدود علم الباحث، ولعلّه يكون فاتحة دراسات مقبلة تعنى بنصوص أخرى لمحفوظ، أو غيره من الروائيين العرب وفق هذا (المنهج) المستخدم في هذا الكتاب·
وقد لاحظ الباحث خلال سنوات إعداده هذا الكتاب، وهو منشغل بقراءة واسعة في (المصادر) التي تحدّثت عن الرواية نظرياً، أو تطبيقياً، يقول لاحظ ذلك الولع الظاميء بـ (المناهج): تاريخها، مصطلحها، آليات تطبيقها، وحين نأتي إلى الأمر الأخير، وهو التطبيق نرى الأمر يستحيل إلى شيء هو التفصيل على القدود، فيفصّل المنهج على قدّ النص، أو يطوّع النص كي يتلاءم مع المنهج، ولا عبرة بعد هذا لتشويه يقع، أو كسر عنق يحدث، أو تنافر جارح يحصل، فهذا كلّه لا يدخل في الحسبان، فالمهمّ هو إنزال المنهج منزلته (السامية) التي (تخشع) لها النفوس، وتخرّ لها (الأذقان)، و(تعنو) لها الرؤوس، حتى وإن بدا المنهج، أيّ منهج، عصّياً على التطبيق، عسيراً في التعامل، يأباه النص، ويلفظه، فهذا أيضاً لا يدخل في الحسبان، والخاسر الوحيد في هذا الإجراء هو (النص) الذي نبت في تربة مختلفة، واستقى من ماء مغاير، وتغذّت جذوره من غذاء مباين، وكان حتماً أن يستوي على ساقه شيئاً آخر، شيئاً هو ألصق برحم تلك التربة، وذو وشائج لا تنفصم عن ذلك الماء، وذو علائق إن قُطعت عن ذلك الغذاء فهو الموت عينه، هذا ما لاحظه الباحث وهو يتجول بين عشرات من الكتب، والبحوث، وليست القضية بجديدة، ولكنّ الإشارة إليها خير من السكوت، وقد قيل: ليست العبرة في المعاني، بل في قولها·
مشاركات المستخدمين