أنت هنا
نظرة عامة
كتاب " الشعر وأفق الكتابة " ، تأليف صلاح بوسريف ، والذي صدر عن منشورات الضفاف للنشر والتوزيع ، نقرأ من مقدمة الكتاب :
ما كَرَّسَتْهُ النظريات الشِّعرية القديمة، عند العرب، وهو ما سينعكس سَلْباً على الكتابات الحديثة، هو أنَّ الشِّعر، هو الوزن، وأنَّ ما تبقَّى، ليس بنفس قيمة هذا الدَّالِّ، كونه "الدَّالّ الأكبر"، أو هو "القيمة الشعرية" التي لا يمكن أن يَحْدُثَ الشِّعر دُوُنَها.
هذا ما جعل النقاش الذي دار حول الشِّعر، في الخمسينيات من القرن الماضي، يَنْصَبُّ حول هذا العُنْصُر، وهو ما ظّلَّ مُسْتَمِرّاً، خصوصاً مع ما سُمِّيَ بـ"قصيدة النثر"، دون النَّظر إلى الشِّعر، باعتبار ماضيه، أو بالعودة إلى أصول مفهوم "الشِّعر" ذاته، لِمُراجَعَتِها، وإعادة بناء فرضياته، التي، تَمَّ تَعْتِيمُها، بمفهومٍ آخر مُهَيْمِنٍ، هو مفهوم "القصيدة" التي كانت أساس ما تَمَّ تكريسُه من "قواعد" و"قوانين"، كان لعصر التدوين دور اللحظة الحاسمة في تَثْبيتها، وفي اعتبارها، ما سَيُمَيِّز الشعر العربـي عن غيره مِنَ المقترحات الشِّعرية الـمُصاحِبَة له، أو باعتباره، التَّوْقيعَ الشَّخْصِيَ للثقافة العربية، قياساً بما كان عند "الآخر"، غير العربيِّ.
مشاركات المستخدمين