أنت هنا

$5.99
ادارة الولايات المتحدة للأزمات الدولية

ادارة الولايات المتحدة للأزمات الدولية

0
لا توجد اصوات

تاريخ النشر:

2011
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

يتحدث الدكتور نصير الزبيدي ; الإنسان الراقي ، والمواطن الصالح ، والرجل الملتزم ، والتلميذ النجيب ، والصديق الصدوق ، في كتابه الموسوم ، " الولايات المتحدة الأمريكية وإدارتها للأزمات الدولية " ، بأسلوب أكاديمي ، ونفس علمي تفوح منه رائحة الجدية في انتقاء الأدلة ، والإبداع في المحصلات ، والإشهار للتجربة ، والبيان للخبرة . لهذا كله كان موفقاً علمياً وناجحاً في رسم الصورة سياسياً .
كان الحديث عن الجانب النظري في بداية الدراسة . وفيما يخص إدارة الأزمة أمراً ضرورياً ، وخطورة لا بد منها ، خاصةَ وأن هذا الأمر قد يبدو هيناً من حيث الحديث العام عنه ، ولكنه في واقع الحال يشكل موضوعاً غاية في الأهمية والتداخل والالتباس الذي يجعل من عملية المتابعة السياسية حالة غير واضحة المعالم دون أن يكون هناك فهماً معمقاً لهذا الجزء الحيوي من التحليل السياسي والفهم هنا لا يقتصر على متابعة الأزمة من حيث خصوصيتها أو عموميتها فهي مهمة في جميع الأحوال . ومهما أختلف حجم الأزمة ومواضيعها ، تبقى تشكل حالة واحدة ، مكونة من المزيج الإداري والسياسي المتداخل . وسواءً كان الأمر يتعلق بقضية على درجة كبيرة من الخطورة والتأزم ، أو حالة صغيرة ذات شأن غير مثير ، لا يمكن إهمالها بأي حال من الأحوال .
وهنا لا بد من القول بأن إدارة الأزمات جاءت ضمن سياق المصطلحات الحديثة التي طرأت على وسائل التعامل الدولي السياسي وإدارته في الصعيدين الداخلي والخارجي على حدٍ سواء . ثم تطورت بشكل ملحوظ في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية على الرغم من أن الأمر رافق المسيرة الإنسانية منذ أول تكوين الخليقة ، بدءاً من قصة هابيل وقابيل . وتبنت كثير من المؤسسات العلمية الأمريكية هذا النوع من العلوم . محاولة صياغته بقوالب ساعدت بأن تجعل منه قواعد وضوابط متبعة في التعامل السياسي والسلوك الإداري للتعاطي وإدارة الأزمات ، ومنها الأزمات الدولية الكبيرة والخطيرة . وبهذا أصبحت لها ضوابط وأساليب في كيفية صنع القرار السياسي واتخاذه وفن التفاوض وقواعده وسياقات العمل الدبلوماسي وممارسته . وهذا التقارب بين الحالتين الإدارية والسياسية ، وكلا من العلاقة بينهما ، أي بين المؤسسات الإدارية والنظام السياسي ، أصبحت شبيهة بالإقفال والمفاتيح التي يمكن لكل منهما أن يوجد بشكل منفرد عن الآخر وبمكونات مختلفة هي الأخرى ، ولكن لا يمكن لأي منهما العمل بشكل فاعل ومؤثر إلا من خلال تزاوجهما معاً وفعلهما سوية .