الصرخه - سموم وادي اﻻفاعي

الحروبُ تُدَمِّر، بل دمّرت، الذّكريات والبشر، وكل ما خُلق في أحسن تقويم.. لا يجد المرء الأمانَ فيُقتَل بالرّصاص أو يموت جوعًا. وحينما يفكر في أن يلجأ إلى إحدى الدّول العربيّة المجاورة، يفاجأ بأن حاكم الدولة التي لجأ إليها متواطئ مع دكتاتور بلده.. حينها يكون الموت أرحم؛ لأنه سيكون في ذمّة الله، لا المخلوق. وترى من المَشاهد المأساويّة الكثير، وقد أضحت مألوفة: أمٌّ تتسول الخبزَ لإشباع رمق أطفالها، وتجد مواقفَ مخزيةً من أغنياء العرب باستغلالها، ويفكرون فقط في إشباع غرائزهم التي تسيطر عليهم في كل الأوقات ثم يدَّعون التَّدَيُّن.

بعضُ ال جّالئات في المخيّمات وجدن كسرة الخبز قد كساها العفن، لونه أخضر داكن، فالجوع لا يميز إن كان الخبز طازجًا ساخنًا أو غمرتهُ العفونة لتستقر في معدة لم تذق الأكل لأيّام. وقد تجد الأمُّ المعونةَ مِن بعض العامّة، أو

قد تحتضنها الطُّرقات وتسند رأسها على الرّصيف، وتفترش حِضْنِها لأطفالها لتقيهم من شدة البرد.

هذا هو تعريف اللّجوء في بلاد ال قّرش الأوسط، على الرّغم من أن ديننا كامل.. لكن النّقص فينا.