أنت هنا

$2.99
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )
الصندوقة

الصندوقة

المؤلف:

0
لا توجد اصوات

الموضوع:

تاريخ النشر:

2002

isbn:

9953441464
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

$2.99
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )

how-to-buy.png

نظرة عامة

"الصندوقة" مججموعة قصصية للكاتبة الفلسطينية رجاء بكرية، الصادرة عام 2002 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ من أجوائها:
توقعت أن أراه يوماً ما متلبساً في شروده، لكن ليس يوم الثلاثاء، أكثر أيامي فوضى وصعوبة، وليس بقرب المكان الوحيد الذي أزوره ما يزيد على ثلاث مرات أسبوعياً، حيث العلبة الحديدية الصغيرة· ذات ثقب معتم، تتجاوب شيفرته مع مفتاح برونزي صغير، يتعلق منذ سنين بسلسلة ذهبية تلف عنقي· لا أذكر تماماً، لكن، يجوز أنه أول رجل شعط حروف أعضائي الأولى، قدمها إليّ· أضاء بعدها بريق ما زال يفتنني في عيني اليمنى· وكلما صافحت ظلالي مرآة الحائط القديمة ارتعد من غزّة ألقه قلبي· هذا المكان لا أرغب في رؤية أي من صور الماضي الكالحة أو الحاضر المشوشة قريباً منه خوفا من عواقب صدفة ستتحول إلى مصيدة يضبطني على بابها كل من يعرف أنني مغرمة بالمفاجآت، فأفقد صلتي بالعالم للأبد· ذلك لأن تلك الصندوقة الصغيرة يعتبرها من يعرفني علامة مميزة لوجودي، وفقط من يرى لهفتي والصندوقة الصغيرة تغامز المفتاح بكلمة السر وهو معلق بعنقي سيفهم ما أعني· وأن تصطدم بلاهتي خلف النظارات السود، ومقود السيارة المرتعد ببلاهة شاهر المتشككة والفزعة · بعدساته الطبية ذات الإطار الأسود ومقود سيارته المتخلي عن كل علاقة له بطابور السيارات الطويل، وطابور الشتائم، واستغاثات الزامور العصبي أمر لم يرد بالحسبان · تكهربت خطوط الشارع وعقول الناس بلحظة الصدام العشوائي تلك · شاهر الزفت وفي هذا اليوم، ببساطة أمر غير معقول· قبل بضعة أشهر فقط كان حكاية وَلَهٍ وشوق · طوال شهور عديدة ظلت صدفته محض حلم مرهق باستحالته· واليوم بالذات ونحن على مفترق السوء والاستياء معاً نجتمع، حيث كلانا متورط مع نفسه ولا يريد أن يتراجع عن قراره السفيه أنت هناك وأنا هناك ويا دار صيري دارين لكن شاهر منذ صارت دارنا دارين لم يتركني بحالي، صار جزءاً من الوسادة والملاءة والضوء الأحمر الذي لم يشعل سوى عتمة ليالينا الساخنة، جزءاً من الحلم والكلمات التي أرسلها بالبريد المستعجل لعنوان خيالي، وغرضاً من الأغراض التي تنقص البيت ويحب أن أشتريها من أقرب حانوت أو صيدلية، حتى اقتنعت أنه لا بد كان يترك شيئاً منه في كل مرة يأتي لزيارتي، وفي ساعات غيابي تعارفت تلك الأشياء وقررت أن تصير شاهراً آخر يناكدني، ويفسد علي وجودي· يذكرني بجنونه ومجون أصابعه الطويلة الرشيقة التي لا أذكر أنها نسيت وهو في أقصى لحظات نشوته أن تذكرني بأنوثتي، وتشبع كل شبر يضج فيها· لأعيد النظر في موقفي، فيرضخ هو ويحذو حذوي· لقد جعل من أصابع يديه مفاتيح للأقفال المغلقة والصندوقة الحديدية بالذات التي استجابت شيفرتها لإحدى أصابعه·