أنت هنا

$6.99
المناهج الكيفية في العلوم الإجتماعية

المناهج الكيفية في العلوم الإجتماعية

5
Average: 5 (1 vote)

تاريخ النشر:

2014

isbn:

978-9933-10-651-5
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

كتاب " المناهج الكيفية في العلوم الإجتماعية " ، تأليف د. عبد القادر عرابي ، والذي صدر عن دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر عام 2014 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
إن البحوث المختلفة التي نقدمها عن (المنهج الكيفي) لم يسبق أن كتب فيها الباحثون العرب بشكل مفصل. ولم نقع على دراسات مفصلة وشاملة عن المناهج الكيفية، اللهم إلا بعض الترجمات[1]، لا أدري الأسباب، أيعود ذلك إلى أن الباحثين العرب قد ركبوا موجة المناهج الكمية، وابتعدوا عن المناهج الكيفية الصعبة؟ أم يعود ذلك إلى أن ثقافة علم الاجتماع الأميركي ومناهجه هي التي سادت في جامعاتنا، وكانت السبب في ذلك العقم المعرفي والمنهجي الذي نلاحظه في مؤسساتنا العلمية؟ وإذا كان الخلاف بين المناهج الكمية والكيفية قد شكل هوية العلوم الاجتماعية وطورها، فإن علومنا الاجتماعية العربية لم تعرف هذه النقاشات المنهجية والمعرفية، التي تجدد المعرفة وتخضعها للنقد المستمر.
وتراني أجزم أن غياب هذه المناهج الفكرية عن علومنا الاجتماعية هو الذي جعلها تتجمد، وتتحول إلى كوابح فكرية وعلمية، ومقتل لكل خيال سوسيولوجي ومنهجي. لذلك عجزت علومنا عن اجتياز مايسميه فوكو بعتبة الوضعية (وعتبة التنظير الإبستمولوجي)[2].
إن أزمة العلوم الاجتماعية العربية هي أزمة منهجية وفكرية وثقافية، إنها أزمة العقل، فالنظريات والمناهج هما عنصر أساسي في الثقافة، وهما في الوقت ذاته الأدوات التي تتطور من خلالها الثقافة[3]. فالثقافة تتجدد بتجدد المناهج، وتتجمد بجمودها. وعليه فإن الجمود الذي يسم ثقافتنا العربية ليس إلاّ نتيجة لهذا الجمود المنهجي.
بهذا المعنى نرى أن الجمود الثقافي والفكري الذي يغلف واقعنا العربي، إنما يعود بالمقام الأول إلى عجزنا عن تجديد مناهج الفكر والمعرفة، وإلى غياب التفاعل بين هذه المناهج والتغيرات المجتمعية المحلية والعالمية. إن فكرنا في واد وواقعنا في واد آخر، فهو ليس مرتبطاً بالوجود الاجتماعي، ويعجز من ثمّ عن دراسة الواقع واستشراف المستقبل. فهو لا يفكر في زمنه، وإنسانه، ولا يولد مناهج على مستوى اللحظة التاريخية التي يمر بها المجتمع العربي. من هنا كانت أهمية البحث في المناهج الكيفية ودورها في تجديد مناهج البحث والفكر والثقافة. فكما يتغير المجتمع والزمن، تتغير المناهج وطرق التفكير.
ولما كانت المناهج تكوِّن العقل والفكر، فإن غياب المناهج الكيفية عن مؤسساتنا العلمية هو أحد الأسباب الرئيسية في أزمة الفكر العلمي العربي المعاصر، ذلك أن المناهج الكيفية هي التي تدرس المعرفة وتحللها، وتنقدها، وهي التي تنبع من المجتمع ذاته.
إن المنهج الكيفي بأطيافه المعرفية المختلفة، التي تشمل التاريخ والواقع والإنسان والثقافة واللغة والفكر، هو منهج إمبريقي وتاريخي، ومنهج عالم الحياة والإنسان، منهج قوامه دراسة الإنسان والواقع الاجتماعي بأبعاده المختلفة. إنه منهج ينطوي على خيال منهجي كيفي، خيال يستقرئ الواقع، ويقرأ المستقبل، ويدرس الإنسان.
وهذا ما حاولناه في هذه الدراسة، التي تناولنا فيها:
تعريف المنهج الكيفي، وتاريخه، وقيمته العلمية، وحدود البحث الكيفي المنهجية، وخصائص المنهج الكيفي، والمضامين المنهجية لكل من البحث الكمي والكيفي.
بعدها تناولنا الأسس النظرية للمنهج الكيفي، وهي التفاعلية الرمزية، والفينومينولوجيا وعالم الحياة، والمنهجية العرقية، إضافة إلى ذلك فقد أفردنا بحثاً للأسس المنهجية والمعرفية للمنهج الكيفي، تناولنا فيه أدواته المعرفية المختلفة كالملاحظة بالمشاركة، والمقابلة الحرة والمعمقة والخطابية والبؤرية، ومقابلة الخبراء، والمقابلة المركزة على مشكلة، والمحادثة الجماعية... إلخ، وحتى نعطي المنهج الكيفي بعده المعرفي فقد تناولنا ما يعرف بعلم الاجتماع المرئي، وتحليل المضمون الكيفي، ووحدة المنهجين الكمي والكيفي.
هذا الثراء المعرفي والمنهجي حاولنا بيانه من خلال بحوث أخرى تناولت المنهج التاريخي، ومنهج علم اجتماع المعرفة، والمنهج الهرمنوطيقي، والمنهج الوثائقي[4].
هذا الطيف العريض يبين لنا أهمية هذا المنهج للعلوم الاجتماعية. ونأمل أن تكون هذه الدراسة فاتحة لدراسات أخرى في هذا المجال.