أنت هنا

$12.99
تفسير الأحلام

تفسير الأحلام

0
لا توجد اصوات

تاريخ النشر:

2003

isbn:

978-9953-438-54-4
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

كتاب " تفسير الأحلام " ، تأليف سيجموند فرويد ، ترجمة مصطفى صفوان ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
    بعد مرور أكثر من قرن على كتابة «تفسير الأحلام» وحوالي نصف قرن على ترجمته العربية، لا يزال هذا الكتاب «الحدس» الأساسي للقرن السابق ويحتل الصدارة لكل من أراد أن يشتغل في الحقل النفسي. حقق فرويد بعمله هذا نقلة نوعية للحلم من عالم الغيب إلى العلم الاختباري، حيث أصبح الحلم جزءاً من العمل النفسي الذاتي، بعد أن كان في ملكوت السماوات. أمام حل هذا اللغز انفتحت أبواب المعرفة النفسية، سواء التحليلية والعلاجية أو الاختبارية (Neuroscience) . 
وإن اتفق فرويد مع باقي العلماء، على أن وظيفة الحلم الفيزيولوجية تقتصر على حماية النوم والحفاظ على استمراريته، إلا أنهم اختلفوا معه في عمل الحلم وأداء أهدافه. 
فرويد يستخلص، بأن عمل الحلم يؤدي في النهاية إلى تحقيق رغبة مهما كانت نتائجها سارة، مفرحة، محزنة، أو حتى مفزعة، فإنها تعود في الأصل إلى المكبوت في السنين الأولى للطفولة. وقد يؤدي هذا الإنجاز النفسي في بعض الأحيان إلى قطع النوم بدلاً من استمراريته، لأنه يحصل تقاطع ما بين موضوع الرغبة والواقع بالمفهوم اللاكاني، أي أن الذات الواعية تأخذ على محمل الجد ما يحصل في الحلم، لأنه يتحكم في المزاج، في القرارات، وفي الحلول التي ينتظرها الحالم في غسق النهار. 
الحلم كما استخلص فرويد في آخر المطاف، لا يقتصر فقط على تحقيق رغبة وهمية، إنما هو جزء مهم من الواقع النفسي الذي كان مهملاً إلى حد الآن. 
هنا يكمن السر في بقاء الحلم طيلة هذه العهود ومن الزمن، معجزاً لكل من أراد فك لغزه. فتجاهل هذا الجزء من العمل النفسي عزَّز موقع الأنا، التي كلما كانت محورية، كلما زاد اهتمامها بالسيطرة والتحكم على ما يفلت من معرفتها. 
المجهول هو دائماً في حكم الغيب، هذا ما جعل الإنسان منذ أن عرف حقيقة فنائه، أن يقف حائراً خائفاً قلقاً أمام سؤال لا يعرف الإجابة عليه: ماذا يخبىء له المستقبل؟
التنجيم والعرَّافات والسحرة ورجال الدين، يستمدون سلطتهم من هذا المجهول، ويفرضون عن طريق تحكمهم بالرموز لاحتواء هذا المجهول، أي تعزيز الأنا بتمكنها من السيطرة على ما هو خارج عن معرفتها. 
التضليل «الأنوي» استمر طيلة هذه العهود من الزمن، لأنه كان يستمد قوته من نرجسية محورية تضل الإنسان عن نفسه، وتبعد عنه حقيقة ذاته. 
يتبيَّن من قراءة هذا الكتاب أن معجزة فرويد تختصر بخلع الأنا من موقعها المحوري لتصبح الحقيقة معرفة تأتي من مكان آخر، وهو كما سمّاه لاكان «الآخر الكبير»، وكما نشهد عليه في الحلم، إنَّ الأحداث تأتي من موقع هذا الآخر الكبير، ويتخيّل للحالم أنه يرسخ لإرادته ولسلطته خائفاً، لكي يتساءل في النهاية: ماذا يريد منه che vuoi ؟
إذا حصرنا عمل الحلم في الذات سواء كانت من النهار أو في النوم، يخفى عن ذهننا حقيقة واضحة كالشمس أنَّ هذا الآخر الكبير هو موقع نفسي منه وفيه، وتكون عنده منذ الطفولة الأولى، أي منذ توجه الطفل بكلماته الأولى إلى أمه كي تلبي طلباته. 
الحلم يجسد في كل سيناريوهاته هذا الواقع النفسي، حيث تبدو الأنا مفتَّتة موزعة في أدوار عديدة كما برز في حلم «حقنة إيرما». 
استطاع فرويد أن يبيّن عن طريق تفسير الأحلام أن الذات منقسمة على نفسها ما بين شعوري ولاشعوري. 
وهذا الانقسام تفرضه اللغة، لأن أي كلمة لتسمية موضوع ما تعني في آنٍ واحد وجوده وغيابه. وأي نص يخضع حكماً لانقسام فاصل ما بين الظاهر والباطن. 
على هذا الأساس اعتبر فرويد أن الحلم كناية عن نص نقرأه في شكله الظاهر، ونستأصل منه عن طريق التأويل النص الباطن. على غرار قارىء الكتابات الهيروغليفية الذي يرى العديد من الصور لحيوانات ولأشياء مختلفة، ولكن يتبيّن له أنها استعارات ومجازات استُعملت بالتراتب بعد أن فقدت علاقتها بالأصل، لكي تستخرج دالاً (دوال) يدخل في إطار المعرفة. 
أخيراً الحالم أشبه بكاتب الحفر الهيروغليفي، والحلم كناية عن نص مكتوب، والمحلل النفسي هو القارىء والسامع لمعرفة يستخرجها كانت إلى حد الآن تجهل نفسها من صاحبها. 
أتقدم بهذه الطبعة الجديدة إلى المركز العربي للأبحاث النفسية والتحليلية، وأن يحقق ترجمة العديد من أعمال فرويد الأساسية، الشيء الذي لم يتيسر لي بعد أن بدأته، بسبب الظروف السياسية التي لا مجال هنا للإطالة في شرحها. 
لا فكر من دون حرية ولا حرية من دون رغبة.