في كتاب "حوارات في قضايا عربية معاصرة"؛ قبل احتلال القوات الأمريكية البريطانية والمتحالفين معها، لبلد عربي عريق هو العراق، بنحو عقد كامل من الزمان، كانت القضايا الكبرى التي تشغل أمتنا العربية والإسلامية هي نفسها التي تشغلها اليوم: الصراع العربي الإسرائيلي والحلول المطروحة لتسويته أو إنهائه، الحالة العراقية بكل أبعادها المحلية والإقليمية والدولية، الحرية والتحرر، التعليم والتنمية، الديمقراطية أو الشورى، الأمن والإرهاب، وغيرها كثير· وستبقى هذه القضايا تشغل أمتنا خلال القرن الحادي والعشرين أيضا،وإن اختلفت التفاصيل والمواقع والنتائج لقد دفعني هذا التصور العام، إلى إعداد ونشر هذا الكتاب الذي يتضمن حوارات ذات طابع سياسي أجريتها عبر تليفزيون دولة قطر (برنامج: حوار في قضية) مع رؤساء دول وصناع قرار وقيادات سياسية، موالية ومعارضة، حول قضايا تهم كل من يهتم بمستقبل هذه الأمة·أقول بكل اعتزاز أن تلفزيون قطر كان له السبق في تناول قضايا عربية ودولية هامة يعتبر تناولها في ذلك الوقت من المحرمات. فبعض ضيوف البرنامج (حوار في قضية ) كانوا معارضين لأنظمة بلادهم السياسية، ومنهم معارضون عراقيون ومصريون وبحرينيون وفلسطينيون وجزائريون. ولم يكن ذلك أمراً عادياً في وسائل إعلام دول مجلس التعاون الخليجي. فكثرت الاحتجاجات على البرنامج رسمياً وشنت عليه حملة منظمة من داخل الوطن العربي وخارجه، شاركت فيها صحف أمريكية وبريطانية وفرنسية إلى جانب بعض الصحف في الوطن العربي. ورغم كل الحملات التي شنت على هذا البرنامج لإيقافه أو الحد من حريته إلا أن صانع القرار في قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لم يلق بالاً لتلك الحملات انطلاقاً من إيمانه بالمبدأ القائل "إن الكلمة الحرة تبني ولا تهدم".
(المؤلف)
مشاركات المستخدمين