أنت هنا

$5.99
دراسات في الفلسفة - الفكر - الدين - السياسة - الثقافة - الأدب

دراسات في الفلسفة - الفكر - الدين - السياسة - الثقافة - الأدب

المؤلف:

3.5
Average: 3.5 (2 votes)

تاريخ النشر:

2014

isbn:

978-614-432-168-3
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

يجلس المثقف النخبوي في مجلس القبيلة، يداعب وهم الانتماء إلى القوم، أو بالأحرى يحاول إيهام القوم بانتمائه من أجل تحريك جلمود الصخر القبلي الذي "خطّه السيل من علٍ" منذ أزمنة لم يمر عليها الزمن... كأن الزمن العربي زمن ذرّي لا يتواصل، أو رملّي بلا امتداد... يعاود المثقف النظر في وجوه أعضاء المجلس القبلي، فلا يرى وجهه بين الوجوه، ولا يقرأ اسمه بين الأسماء.. يشتمّ رائحة عطن العتاقة الدهريّة، أبخرة الكلام تتكثف في الجو لتجدل حبلاً يلتف حول عنقه ويعقل عقله... يخرج المثقف من مجلس القبيلة ويذهب الى غربته.. يدرك أنه همزة وصل جماعي، لكنه يجزم أنه عاجز عن الحلول مكان همزة القطع التقليديّة... يغسل المثقف يديه من الحرب... يقدم استقالته لقادتها – يحمل قلمه وأوراقه الى أبعد من مرمى كافة أسلحتهم...

يتزامن صدور هذا الكتاب مع الذكرى الأربعين لتأسيس «جريدة السفير» التي كان يعتبرها عفيف بيته الثاني. ونيابة عن روحه وعائلته وأصدقائه نتقدّم بما كثر وفاض وثقل من الشكر حتى تنوء تحته الكلمات من الأخ الكبير الأستاذ طلال سلمان رفيق عمره. فمن ميدان التحرير في القاهرة، وهما طالبا علم في جامعتها حيث تفتّح وعيهما السياسي، إلى بيروت الثقافة والكتاب، ومن ثمّ إلى «جريدة السفير»، رحلة عمر أزهرت صداقة قلَّ نظيرها، توّجها الأستاذ طلال، بشهامته ورفعته وصدقيّته، بإصراره على نشر كتاب عفيف، تكريماً له وتقديراً لفكره ووفاءً للصداقة التي جمعت بينهما، في الذكرى العاشرة لرحيله وفي الذكرى الأربعين لتأسيس «السفير».

والآن ماذا نقول عنك أيّها الغالي وهذا هو كتابك الأخير؟ ولكي لا نقع في فخّ العاطفة، التي قد يعتبرها البعض ضرباً من المبالغة، سنقطف باقة من كلام صديقك الشاعر الكبير المرحوم جوزيف حرب الذي رسمك بالكلمات حين قدّمك محاضراً عن «الثقافة الوطنيّة» في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي قائلاً:

«عفيف فرّاج المثقّف، الجامعي، الكاتب، صوت صافٍ، نقي، قوي شبيه بصوت البنّائين الذين لا يكفّون عن بناء حائط الأرض... يدقّق بين سعة النوافذ ودخول الشمس... في رائحة كلّ ما كتب عرق الروح، وكدح الوعي، وطريقة المترهبنين في دير لا صور فيه، إلَّا للحبر والورق، ولا رنّة أجراس على سطوحه، إلَّا لهذا القلب المسكوب من نحاسة الفجر... هو يعرف قدْرَه ككاتب ومثقّف... لم يطرح نفسه عند أيّ باب، لم يرسل يديه إلى أيّة مائدة، ولم يُنقص من طول قامته أمام أيّ مدخل. كان شامخاً نظيفاً، عميق الأثر... عاصفاً في الحقّ، صوّانيّاً في المواقف... صادقاً كوعد البحر بالموج وصارماً كقرار الأعاصير...».