أخذ الرواية منحى السيرة، أو ما يشبه سيرة 'العائد'، تصدرها إهداء زقطان لمحمود درويش 'أكتب لأشكرك'، ومقطع طويل من قصيدة درويش 'على محطة قطار سقط عن الخريطة'.
ذاك المنحى هو امتداد لكتابي زقطان النثريين السابقين 'سماء خفيفة' و'وصف الماضي'، اللذان صدرا في التسعينيات، وقدما سيرة المنفى عبر ذاكرة طفلية تذهب إلى الظلال والبسيط والهامشي، بينما يذهب العمل الجديد إلى المكان الأول في محاولة لاستعادته عبر رحلة تمتلئ بالتفاصيل ومصائر الآخرين في راهن مهدد وقلق، العودة بتأملاتها المختلفة تشكل شبكة الحكاية وتفاصيلها.
في الرواية 'عودات' جانبية ووصول فردي للمكان، زيارة الأم إلى قريتها المدمرة وعودة الابن الناقصة والمبتورة، وعودة المقاتلة للبحث عن قبر شقيقها، الأسباب الصغيرة للوصول إلى الحكايات الأولى، والبحث المضني عن محطة صغيرة لسكة حديد ضائعة لإسناد الرواية وإعادة بنائها، تشكل خلفية العمل.
يتحرك محمود درويش وإميل حبيبي وادوارد سعيد ونعيم قطان وكيرتسه في الرواية وبين ظلال شخوصها، وتواصل المجندة التحديق من خلف قفصها الزجاجي، وتتداخل مذبحة الرهبان وخط الأديرة المنحدر نحو أريحا بذاكرة المكان وحمولات الرحلة في محاولة للإهتداء إلى تكوين جديد ورواية جديدة للذي حدث والذي يحدث.
مشاركات المستخدمين