أنت هنا
في علم اجتماع الفرد خمسون حديثًا عن الواقع واللامعقول واللغة
الموضوع:
تاريخ النشر:
isbn:
نظرة عامة
كتاب"في علم اجتماع الفرد خمسون حديثًا عن الواقع واللامعقول واللغة" ، تأليف : د. وديع العبيدي ، والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والاعلام ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
لذلك كان الصراع داخل جماعة البشر تلك هو الحالة السائدة ، بدلاً من الاتحاد وتنظيم المتطلبات وتوحيد الخطاب والغاية لبناء مجتمع سياسي قادر على حماية نفسه والأرض الموجود عليها. حالة الدفاع عن المجتمع أو الأرض لم تعرف تاريخيًا وفي طابعها الوطني.
وعلى العموم تتحدث المجموعات البشرية من المحيط إلى الخليج لغة واحدة ولهجات متقاربة ، ولكن تشخيص علاقتها باللغة وعلاقة اللغة بالأرض ، يبقى أمرا فوق طاقتها. بل أن اختلاف الأفراد والعوائل داخل اللغة واللهجة والقرية والمدينة ، أمر واقع ومدمِّر ، وعصي عن التفسير أيضًا.
في هكذا محيط يُولد الفرد العربي ويجد نفسه مجبرًا على التكيف والانسجام طوعا أو عنوة ، متجاوزًا الأسئلة ؛ أو يجد نفسه عاجزًا على الانسجام مكابدًا ألم التناقضات اليومية العائلية والمحلية من غير أجوبة فكرية حاسمة.
واقع الحال أن الاغتراب هو الصفة الأكثر شيوعًا في الشرق الأوسط... وليس العنف اليومي ؛ اللفظي والفيزيائي ، الاجتماعي والسياسي ، المعيشي والديني ، غير نتيجة من نتائج الاغتراب وغياب الانسجام والتكيف الفكري.
ثمة إشكالية تاريخية تتعلق بعلم الاجتماع السياسي في منطقة الشرق الأوسط. هذه الإشكالية لم تُشخَّص وتُدرس بعقلية أكاديمية وموضوعية ، وقد حاولتْ مصادر الإعلام السياسي والأيديولوجيات الحزبية تجاوزها ، في صياغة مجانية بما يخدم أفكارها وأغراضها ، ليجد الفرد نفسه أمام طوباويتها ، وعجزها عن الاستجابة لمتطلباته وأسئلته مع الزمن. وقد ساعدت الدولة الوطنية القومية في القرن العشرين حتى ما قبل السبعينيات ، في توفير غطاء سياسي ثقافي ، سرعان ما أعاد انهيارها اللاحق ، العرب إلى المربع صفر.
مشاركات المستخدمين