أنت هنا

$8.99
محمد مهدي الجواهري حياته وشعره

محمد مهدي الجواهري حياته وشعره

5
Average: 5 (1 vote)

تاريخ النشر:

2008
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

قال الجواهري ذات يوم: «أنا أحب الحياة، وما زلت شاباً في نفسيتي وفي تطلعاتي رغم المائة التي أقرع بابها على قاب قوسين وسنة». أحب الشاعر الحياة، وغنى لها رغم آلامه وأحزانه ورغم غربته وعذاباته.
ورغم درايتي بصعوبة الإلمام بجوانب حياة محمد مهدي الجواهري، إلا أنني قمت بعمل هذا الكتاب، وقد تحريت كثيراً لعلي أقف على ما أصبو إليه من حياة هذا الشاعر، في الحقبة الطويلة التي عاشها، متفحصاً ما كُتب عنه، وما تضمنته الدواوين والكتب والمقالات والدراسات سواء في جوانب حياته أو من أشعاره.
لبس العمامة وهو طفل صغير ليكون فقيهاً، لكنه عاش لما خلق إليه، فكان شاعراً، وقد طار صيته في أرجاء الدنيا، وملأ نظمه المؤلفات والمراجع، حتى يخيل على الحقيقة أنه لم يترك غرضاً إلا وطرقه. فقال في الوطنيات، والرثاء والغزل والهجاء والمدح والوصف.. فأعلن إلى الناس روائعه وإبداعاته. ووظف شعره لهدف أغراضه التي جاءت منسجمة مع حياته الخاصة والعامة، من بداية حياته وحتى مماته، فعمل معلماً، ودخل القصر الملكي، وأثبت أقواله بأفعاله في المجلس النيابي وعارض الحكام، وتمرد على واقعه، وأرسل قصائده من غربته، ومنعت صحفه من الصدور أكثر من مرة، وتشفع للناس عند المسؤولين لقضاء حاجاتهم، وترفع عن السؤال لنفسه، ونزع إلى فلسفة الأمور لتسير على رضاه.
وقد بدأتُ الكتاب بالحديث عن جوانب حياة الشاعر التي قاربت المائة عام التي تحدث نفسه عنها، ثم انتقلت إلى رحلته الشعرية بعد بداياته، ثم عرجت على مكانته الشعرية وإصداراته، وأثبت مختصراً بالسنوات يبين مراحل حياته متدرجاً من عام 1921 وحتى وفاته. ثم اخترت نماذج لروائعه وجواهره، وإن كنت أطمح لإثبات جميع ما نظمه، لولا ضيق المقام، وحسبي أن عنوان الكتاب محمد مهدي الجوهري - حياته وشعره. مات الجواهري، فنعته الصحف والفضائيات ومحطات الإذاعة والتلفزة بأوصاف هو جدير بها، فقد أجمع المثقفون والأدباء على أنه، متنبي القرن العشرين، والشاهد على العصر، وصناجة الشعر في العصر الحديث، وشاعر العربية الأكبر وغيرها. مات الجواهري بعد أن حفر تجاعيد وجهه على أرض العراق، كما حفر الزمان – حلته على تجاعيد بدنه، لتبدأ رحلة الخلود، وقد ترك إرثاً عظيماً من شعره ليبقى منارة مضيئة في تاريخ الأدب العربي المعاصر. رحم الله شاعرنا وأسكنه فسيح جنانه.
(مقدمة المؤلف)