أنت هنا
نظرة عامة
كتاب " مولانا أنين الناي" ، تأليف : محمد حامد، من اصدار: دار المحرر الأدبي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
إنه لمن العسير في هذا البحث البسيط أن نكتب عن أحد أساطيــن التصوف الفلسفي الإسلامي في بـلاد فارس الذين دخلـوا التاريخ من أوسع أبوابه، بمـا خلدوه من الصفحـات المشرقة في ميدان التصوف الفلسفي الإسلامي.
فالكتابـة عن جـلال الدين الرومـي عمل شاق يتطلب سعة الاطلاع، وعمق الصبر في البحث والتنقيب في مختلف المصادر والمراجع، التي هي في واقع الأمـر قد ظلمته ظلما كبيرا، حيث إنهـا لم تشر إليه إلا من زاوية صغيـرة، أو بإشـارات غامضة ومبهمة، متصرمة الحلقات. مفككة الوقائـع إلى درجة أنهـا لا تستطيع أن تعطيك صورة كاملة وواضحة عن حياة جـلال الدين وفكره، والظروف التاريخية والسياسية والثقافيـة المعاصـرة له، علاوة على ذلك، فمؤلفـاته المنشورة والمنظومـة لم تحظ بترجمـات عربية جيدة سوى مثنويه الذي قـام بترجمة بعض أجزائـه كل من الدكتـور عبد السلام كفافي، والدكتـور عبد الوهـاب عزام وغيرهمـا. هذا ونـرى في المقابل في ظهـور عدة ترجمـات باللغات الأجنبية، منهـا ما استمـر ترجمته إلى أكثر من نصف قرن.
ومـا يمكن أن نسجله هنا، أن هـذه الشخصية لم تسلم مــن التحريف والوضع والتحامـل، إمـا من طرف أنــاس لا يفهمون من التصوف إلا تكايا الانعزال، وحـرفة أصحاب الأسمال وطقطقة المسابـح، وبعض الأعمال والطقوس والعادات التي يبرأ منهـا دين الإسلام نفسـه، أو أولئك المفتونين بهذه الشخصية، والذين يضفون عليهـا الكثير من القداسة، وينسبون إليها عادات وخوارق، وينسجـون حولها الأساطيـر التي لا تتفق مع مواقف ومبادئ الرجل، كمـا لا تجاري الشرع أو العقل والمنطق، وعلى كل حال، فسيرته كسائـر سير العظماء، أضيف إليهـا ما ليس فيها، إما عن حب وهـوى وحسن قصد، وإمـا عن حقد وسوء نية وقصد.
مشاركات المستخدمين