كتاب " البحث العلمي ومناهجه " ، تأليف .د.
أنت هنا
قراءة كتاب البحث العلمي ومناهجه
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ثانياً: العصر الوسيط
ظهرت المسيحية وأحدثت بعض التغيير البسيط في المنهج الإغريقي والروماني وأثرت الديانة المسيحية في المنهج الروماني وبعد انهيار الدولة الرومانية ظهرت الكنيسة الكاثوليكية وكانت عاملاً قوياً في الحياة الاجتماعية وبأصول الدين المسيحي([2]).
ولقد ظهرت الحضارة الإسلامية العربية حيث أعطت هذه الحضارة للإنسانية ما لم تعطها أي حضارة سابقة.
بدأ العصر بالأحكام الذهنية اعتماداً على المنهج الاستقرائي والملاحظة واستعانة علماء العرب بأدوات القياس، ويقول ديلون دوبيلي لقد مثل الإسلام أسلوبا شاملاً للحياة منذ أيام محمد وحتى اليوم لقد سخّر العرب قدرة الإنسان لاكتشاف أسرار الطبيعة وما كان نزول القرآن الكريم على امة العرب إلا دليل على حضاراتهم بما يحويه هذا القرآن من معلومات كونية وأرضية وبشرية. به آيات الله ومعارف السماء وحقائق الكــون.
وكانت خصائص الفكر العربي في هذا العصر ما يأتي([3]):
1- الأمانة العلمية.
2- الثراء في المصطلـح.
3- فكراً ناقلاً وناقـداً.
4- استعمال أدوات القياس.
5- الأصالة والابتكار.
6- البـحـــث.
7- استيعاب العلـوم.
وأخذ العرب المسلمون النقلة الحضارية للفكر الإسلامي للحصول على المعرفة على أساس قواعد المنهج العلمي في البحث في مختلف العلوم الإنسانية والتطبيقية واعتماد الرواية ومصادرها وهذا هو البحث العلمي بذاته واعتمدوا على منهج الاستدلال العقلي ومنهج الاستقراء. وكانت العوامل التي دفعت وساعدت النهضة في هذا هي([4]):
1- حرية الرأي والبحث.
2- تقدير الحكام للباحثين والعلم والعلماء.
3- الاستعداد الذهني.
4- الصبر والمثابـرة.
واستعان العلماء بهذا العصر بأدوات القياس، قال سارتون "لقد كان العرب أعظم معلمين في العالم". واهتموا بالمبدأ الاستقرائي وانتقلت هذه الحضارة إلى أوربا وكان مبدأ الملاحظة والتجريب وأدوات القياس قد أخذت شوطاً كبيراً بينما كانت أوربا سابحة بالظلام وحاربوا كل ما هو مقدم فعلى سبيل المثال واجه (دوي) وتلاميذه الذين أرادوا أن يجعلوا التربية أكثر علمية هجوماً عنيفاً وأدانت محاكم التفتيش (جاليلو).