أنت هنا
أحوال بلاد المتوسط في عصر العولمة
الموضوع:
تاريخ النشر:
isbn:
نظرة عامة
مع انتهاء إعداد هذا الكتاب، طردت الثورات الشعبية (الشعب يريد) في تونس ثم في مصر من السلطة رئيسين كان كثيرون يعتقدون أنهما غير قابلين لإطاحتهما قط. لا يزال الوقت مبكراً للقول إن كانت هاتان الثورتان ستؤديان إلى تعديلات جوهرية أم إن كانت النيوليبرالية، المزينة بغلاف من الديمقراطية، ستواصل مشروعها في التدمير الاجتماعي في هذين البلدين بعد تسكين غضب الشعوب. لقد انتشرت الحركة إلى الجزائر والمغرب ولبنان والأردن والبحرين واليمن وسوريا وليبيا، وهي بلدان تكثر فيها التمردات على الرغم من القمع المتميز في شدته والعدد الكبير من القتلى. حالة ليبيا خاصة. وبالفعل، دفع «حمام الدم» الذي وعد به دكتاتور مجنون والجذب النفطي الحكومات الغربية، إلى التدخل فيها عسكرياً برعاية الأمم المتحدة.
إن هذه الأحداث لا تغير شيئاً في محتوى الكتاب، على الرغم من اختلاف بعض التفاصيل. بل إن الأحداث تأتي لتؤكد تحليلاتنا، لاسيّما بصدد دور القوى العظمى الغربية وبصدد خسارة نفوذ فرنسا: لقد واصلت الدبلوماسية الفرنسية فقدان صدقيتها بدعمها الأعمى للرئيس التونسي بن علي حتى اليوم الأخير من حكمه، في حين كان الاتحاد من أجل المتوسط، العزيز على قلب نيكولا ساركوزي وشريكه مبارك، يسقط في غياهب النسيان. وعلى العكس من ذلك، شددت الولايات المتحدة قبضتها، مساهمة جزئياً أقلّه في رحيل الرئيس المصري.
نعتقد أن القوى الغربية سوف تبذل قصارى جهدها كيلا يتغير شيء حقاً في المتوسط، سواء من أجل التحكم بالنفط أم كي تستمر مصر في تقديم دعمها لدولة إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني. لكن التاريخ قيد الكتابة، وقد استلمت الشعوب الكلام، والمفاجآت القادمة ستكون كثيرة.
مشاركات المستخدمين