أنت هنا
نظرة عامة
رواية " أيام قبل السقوط " ، تأليف منذر المدفعي ، والذي صدر عن منشورات الضفاف للنشر والتوزيع ، نقرأ من اجواء الرواية :
سار الحاج عباس جيئة وذهابا لبعض الوقت قبل أن يبدأ صلاته بانتظار خروج ناجي من غرفة ابنه أحمد. كان يستمع لكل ما يدور في تلك الغرفة وقلبه المتعب يخفق بشدة بين أضلاعه.
- ماذا ستفعل؟ ألن تقرر تسليم نفسك وإنهاء هذا العذاب الذي تعاني منه؟
- لا أدري يا ناجي... لا أدري. كلما مرت الأيام أرى إمكانية تسليم نفسي تزداد تعقيدا.
- لكنك مجبر على فعل ذلك وإلا سيصيبك ويصيب عائلتك ما لا تحمد عقباه. لا تسبب لأبويك مشاكل لا طاقة لهما بها. ارأف بهما يا صديقي.
أطرق أحمد برأسه للأسفل ندما؛ لكن في هذه الحالات لا نفع للندم. تداركته الأيام وأصبح في عداد الفارين من الخدمة العسكرية وانتهى الأمر.
هو ذنب ليس من السهولة غفرانه، قد يعتبره البعض شجاعة، نعم يعتقد البعض أن ترك تلك المؤسسة الكبيرة وراء ظهره شجاعة حقيقية. لكنه قد يهرب منها ليوم أو ليومين، وبالتالي ستضيق به الأرض ليحث خطاه من جديد نحو ذلك الدرب الذي هرب منه. ويندم على ما ضيع من أعوام وهو خائف... فمواجهة الصعاب أسهل من انتظارها.
مشاركات المستخدمين