0
لا توجد اصوات
يظل الحديث عن موضوعة الدولة الوطنية من اكثر الاحاديث اثارة للجدل واستدعاء للاسئلة، لان هذه الدولة لم تعد قرينة بحراك الجماعات التقليدية المهيمنة ومظاهر نشوئها التاريخية الملتبسة، بقدر ماأضحت قرينة بحراك سسيوسياسي اوسع، وبسيرورات تحمل معها مشروعها في التأصيل والاستعداد للمغايرة، لان الدولة ظاهرة تاريخية. ولاأحسب ان هناك رؤية واضحة للتعاطي مع الاشكالات المعقدة التي تمسّ جنيالوجيا الدولة أكثر من المقاربات التي تقارب جوهر استحقاقات تشكل هذه الدولة اولا في ظل التعرّف على معطياتها التاريخية التي اقترنت بأشكلة المفهوم المتدوال للدولة المعاصرة، وطبائع علاقاتها وهويتها ونظامها في الحكم والمؤسسات والحقوق، وثانيا في استقراء الجوانب الثقافية لظاهرة الدولة بكل منتجاتها الايديولوجية والفكرية، تلك التي وضعت الدولة بين وقائع التاريخ بكل مظاهره وبين افتراضات النسق الذي يضعنا امام الحاجة الى توصيف اخر للفاعليات التي بدأت تتجاوز ماكرسته الانساق القديمة التي احتضنت تاريخيا نمط الحاكميات العربية.
في هذا الكتاب حاولنا الاقتراب من معاينة مايتعلق بظاهرة الدولة الوطنية والتباساتها، من خلال معاينة مايحوطها من تاريخ محشو بالكثير من الصراعات والازمات، ومايؤثر فيها من عوامل ضاغطة، بدءا من الاثر الاشكالي لعامل الجماعة وطبائعها ودورها وهويتها، وكذلك ماقترن بعامل الهويات وازمات صراعها التاريخي، وانتهاء بعامل الشخصية، باعتبار ان هذه الشخصية هي مثال للسيرورة الاجتماعية والتاريخية التي تمثلت لكل مؤثرات الصراعات التي شهدها تاريخ البيئة السياسية العراقية.
(من مقدمة المؤلف)
مشاركات المستخدمين