أنت هنا

$8.99
الإسلام ليس إيديولوجيا

الإسلام ليس إيديولوجيا

0
لا توجد اصوات

isbn:

978-9933-10-096-4
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

كتاب " الإسلام ليس إيديولوجيا " ، تأليف د. هاني يحيى نصري ، من اصدار دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، نقرأ من الكتاب :

إن البحث في القناعة خارج إطار المعرفة العلمية، وحتى داخل إطارها، حين ينطلق من فلسفة مصيرية؛ تهدف إلى السعي إلى إيضاح إشكال المصير الإنساني لكلٍّ منا، لا يقوم على أسس تعليمية أو تفسيرية للمواضيع التي يعالجها؛ لأن هدفه ليس تأكيد عقيدة ما أو نفيها، أو ترسيخ أي وجهة نظر على حساب أخرى، ولا هو يستعمل اللاأدرية "Agnosticism" لمحاربة "الدوغمائيات" الاعتقادية، من خلال تبيان أن الكثير مما تطرحه لا يمكن تأكيد صحته أو نفيها، بل على العكس من ذلك يمكن تأكيد صحة أي طرح معرفي أو نفيها في مدى ما فيه من اقتراب من الحقيقة، والتي تكشفها المعرفة الإنسانية بكشف وقائع "Facts" جديدة تمس ما نعالج بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وحياد بالنسبة إلى الموضوع أو مؤثرة به بشكل واضح.

فكما أن لكل حدث كثيراً من الأسباب التي يمكن لكل منها أن يسببه، كتعدد أسباب الموت، والموت واحد، كذلك فإنَّ لكل واقعة قدرة محكومة بمعرفة زمان ومكان من يفسرها يشكلان خلفيته الثقافية، فكلما تقارب التفسير، عبر أزمان مختلفة وخلفيات ثقافية مختلفة، وحتى أديان مختلفة لا صلة واضحة بينها، قرب التفسير من الحقيقة، وهذا لا يعني أن كشف الوقائع "Facts" لا يحصل إلا بأسباب مختلفة، كالقول مثلاً لمن مات بالطاعون في زمن ما، إن هناك أسباباً أخرى لموته لا نعرفها، بل يعني أن تعاضد تفسيرات السبب الواحد بإلقاء إضاءات متقاربة التشابه عليه، هو الذي يقربنا من حقيقته، فالذي ربط صلة الطاعون بالقوارض اقترب من استقراء مفهوم العدوى، والذي ربط العدوى بضرورة الحجر الصحي رجح "Plausible" ضرورة البحث في كيفيتها، إلى أن عرفت البشرية مكروب الطاعون فقضت عليه، وهو الذي كان يسبب الجائحات المرعبة التي كانت تقضي على النمو السكاني في القارات.