أنت هنا
نظرة عامة
البيان، علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه. وهو التعفاوت كما عبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (( إنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم يكون ألحن في حجته من بعضكم فاحكم له على نحو ما أسمع منه، فمن حكمت له من حق أخيره بشيء فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار ))، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا رأى الرجل يثلجلج في كلامه يقول : (( خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد )).
وعلم البيان لتأليف النظم والنثر بمنزلة الفقه للاحكام، وأدلة الاحكام، وهو الذي يعطى العلوم منازلها ويبين مراتبها، ويكشف عن صورها، ويجني صنوف ثمارها، ويدل على سرائرها، ويبرز مكنون ضمائرها . وبه أبان الله تعالى الانسان عن سائر الحيوان، ونبه فيه على عظيم الامتنان، قال تعالى: {الرحمن، علم القرآن ، خلق الانسان، علمه البيان} ، وما سمع رسول الله(صلى الله عليه وسلم)افتخر بشيء من العلوم غير البيان قال صلى الله عليه وسلم: (( أنا أفصح من نطق بالضاد)) و (( أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي، كان كل نبي يبعث في قومه وبعثت لكل أحمر وأسود، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طيبة وطهوراً، ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر، وأعطيت جوامع الكلم)).
والبيان هو ترتيب المعاني في النفس ، والانتظام فيها على قضية العقل، ومن ثم فهو التغلغل إلى وثائق اللغة وأسرارها، علاوة على التخصص بكل ما يتفق عنه العقل البشري من علوم ومعارف، ومناهج وبحث، وطرائق استدلال، لذا فهو عملية نامية تعيش اللغة بكل أبعادها، وما يجد فيها من اضافة وتعميق ومفاهيم، مع متابعة القضايا العقلية، واستيعاب العصر ومعطياته الثقافية.
مشاركات المستخدمين