كتاب " التطور الإبستيمولوجي للخطاب اللساني " ، تأليف د. جمعان بن عبد الكريم ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
هل يمكن أن تبقى المرحلة التي مهدت لنشأة البحث اللساني العربي غامضة، ومحاطة بالظلام، كما يذهب إلى ذلك المستشرق الألماني بروكلمان (1)؟ ولماذا هي كذلك؟ أهي تشبه اللغة الإنسانية الأولى حيث البحث في أمر نشأتها هو بحث غيبي ميتافيزقي لاسبيل إلى الوصول فيه إلى دليل قاطع حاسم، أم أن نشأة البحث اللساني العربي قضية تأريخية فكرية خاضعة للدرس والتمحيص، وفي المستطاع الوصول في أمرها إلى حقائق يطمئن إليها المرء.
ثم هل أثّر فكر الأوليات في الخطاب العلمي اللساني العربي؟ أم أن ذلك الفكر استنفد غرضه ببروز النشأة، ولم يمتد بامتداد النحو والدراسات اللسانية الأخرى؟
على الرغم من كثرة الدراسات، التي تناولت مسألة بدايات البحث اللساني العربي إلا أنه لما تزل دواعٍ تأريخية، وإبستيمولوجية متعددة تدفع إلى إعادة الخوض في هذه المسألة؛ عل في ذلك ما قد يؤدي إلى تسليط الضوء على جوانب من المسألة، قد تثري النقاش مرة أخرى على الأقل، أو تدفع بالباحث الجاد إلى مزيد من التأمل؛ للانحياز إلى ما يراه هو الصواب فضلاً عن تسليط الضوء على ملابسات الفكر المصاحب للنشأة، وما قد يكون له من آثار على التطور الإبستيمولوجي للسانيات العربية حتى الآن.
مشاركات المستخدمين