الحلوة

كتاب " الحلوة " ، تأليف : وارد بدر سالم ، والذي صدر عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

1- يسمونني الحلوة.

2- ويصفونني بـ ذات الرائحة الفريدة.

3- ميّزوني منذ كنت طالبة في معهد الموسيقى وحتى توظيفي على العقد المؤقت بدائرة لا علاقة لها بالموسيقى.

4- وفي الزمنين كنتُ موضع إعجاب النساء والرجال كـ حلوة برائحة أنثى لا تشبهها رائحة.. هكذا يقولون.

5- فصدّقتُ هذا كلعبةٍ ظريفة أول الأمر ملأت فراغي اليتيم الذي أعاني منه على مدار الوقت.

6- و أثارت بي غرور بنتٍ كانت تحتاج إلى حفنة من الغرور بسبب حلم طفولي بحجم وردة كما هو شأن البنات الصغيرات.

7- لكنها استشرتْ بطريقة أغرقت مراهقتي بالكراهية لنفسي بسبب أحداث ليس من السهولة ذكرها الآن.

8- حتى أفيق من رعب جسدي وأنسى أسطورة الألم التي شرخت روحي وقلبي.

9- مثلما جرحت أنوثتي المتفتحة لتستوطنها كآبة قاتلة يُفترض ألا تتحملها مراهِقة صغيرة مثلي.

10- لكنني تحملتها وبالغتُ في تحملي كي أعود إلى أنوثتي وطفولتي وبراءتي وأحمي نفسي من العار حتى آخر لحظة.

11- فأخذتُ أهرب إلى ناياتي الكثيرة.

12- أتوسل فيها الرجاء والأمل.

13- ناياتي عزائي الوحيد.

14- حتى تنفجر بالبكاء معي فتختلط أنغامها وتختلج في صدري كحبات الرمل الجارحة.

15- ويتحشرج صوتها كأنه نواح وتصبح غرفتي مقبرة دموع.

16- لكني استدركتُ فيما بعد أنني لستُ حلوة مثلما يصفونني.

17- كفاطمة بعينيها الغجريتين اللتين خطفهما مدير عام سابق.

18- جنّ بها فترك وظيفته وسافر بها إلى لندن.

19- ولستُ مثل جارتي شيرين بقوامها الفارع وشعرها الحريري النازل على كتفيها.

20- قبل أن تترك الدائرة لأسباب كثيرة.

21- أو جنان الأيزيدية بوجهها المشع على مدار اليوم.

22- قبل أن تهاجر مضطرة مع أهلها.

23- بعد تهديدات من ميليشيات هجينة.

24- تدعوها لاعتناق الإسلام أو حزّ رقبتها البيضاء.