كتاب " الخيميائي أسرار نيكولاس فلاميل " الاكثر مبيعا والمترجم لاكثر من ٣٠ لغة ، تأليف : مايكل سكوت ، والذي صدر عن : دار كتاب أديل
“هذه رواية خيالية. وجميع ما تحويه من أحداث وحوارات وشخصيات — باستثناء بعض الشخصيات التاريخية والعامة الشهيرة — من نسج خيال الكاتب ولا تمت إلى الواقع بِصِلَة. وفي حالة ظهور شخصيات من الواقع أو شخصيات عامة، فإن جميع المواقف والشخصيات والحوارات المتعلقة بتلك الشخصيات تعد محض خيال ولا يُقصد بها تجسيد شخصيات حقيقية أو الحيد عن الطبيعية الخيالية البحتة للعمل. ومن النواحي الأخرى كافة، فإن أي تشابه بين ما يرد في هذا العمل وبين أي شخصيات قضت نحبها أو ما زالت على قيد الحياة هو من قبيل المصادفة.”
“بينما يضطلع التوأمان البالغان من العمر خمسة عشر ربيعًا بأعمال صيفية مُجزية على رتابتها في سان فرانسيسكو، إذا بهما يصبحان طرفًا في صراع مميت يمتد لقرون بين خيميائييْن متنافسيْن، نيكولاس فلاميل وجون دي، حول ملكية كتاب قديم ومؤثر يحمل بين دفتيْه سر صيغ الخيمياء والحياة الأبدية.”
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
"حسنًا، أجيبيني: ما الذي يدعو شخصًا ما إلى ارتداء معطفٍ في سان فرانسيسكو في منتصف فصل الصيف؟" ضغطت صوفي نيومان بأناملها على سماعات البلوتوث في أذنيها إذ تحدثت.
على الجانب الآخر من القارة، سألتها إيل — صديقتها العارفة بشؤون الموضة — ببداهة: "ما نوع المعطف؟"
بعد أن مسحت يدها في قطعة القماش المثبتة على مئزرها، خرجت صوفي من خلف طاولة دفع الحساب في المقهى الخاوي على عروشه الذي تعمل به، وتحركت باتجاه النافذة لتنظر إلى رجالٍ يترجلون من سيارة في الجانب الآخر من الشارع. وردت على السؤال البديهي: "معاطف سوداء ثقيلة من الصوف. بل تخيلي أنهم يرتدون قفازات وقبعات سوداء. ونظارات شمسية." وأردفت وهي تضغط بأنفها على الزجاج. "بالنسبة لهذه المدينة، هذا أمرٌ غريب جدًا" .
"ربما كانوا من متعهدي الموتى،" هكذا اقترحت إيل وفي نبرة صوتها قرقعة وتقتطع عبر الهاتف الخلويّ. تناهى إلى مسامع صوفي صوت عالٍ وكئيب في الخلفية؛ ربما صوت مقطوعة لاكريموسا أو أمورفيس. لم تكن إيل قد تجاوزت بالكامل طور المزاج الموسيقي الجنائزي.
"ربما"، هكذا ردت صوفي، وبدا عليها عدم الاقتناع. كانت تتحدث عبر الهاتف إلى صديقتها حين وقعت عينيها قُبيل لحظات معدودة على السيارة غير التقليدية: كانت سيارةً طويلة وفارهة، وبدا وكأنها تنتمي إلى عصر الأفلام الأبيض والأسود. حين مرت السيارة من أمام النافذة، عكست النوافذ المعتمة ضوء الشمس، ولبرهة أضاءت المقهى بشعاعٍ ذهبي دافئ كاد يعشي بصر صوفي. وإذ أغمضت عينيها وفتحتهما حتى تبرأ من أثر النقاط السوداء التي تراقصت أمام عينيها، شاهدت السيارة وهي تستدير أسفل التل وتعود أدراجها ببطء. ودون سابق إنذار، توقفت السيارة على جانب الطريق أمام متجر الكتب المعروف باسم "المكتبة الصغيرة" قبالة المقهى.
وسط هذا المشهد، كانت إيل لا تزال على الخط، وجال بخاطرها اقتراح درامي بشأن أصحاب المعاطف السوداء: "ربما كانوا من المافيا، والدي يعرف رجلاً من رجال المافيا. ولكن سيارته من طراز بريوس".
قالت صوفي وهي تعيد النظر إلى السيارة والرجلين ضخمي الجثة الواقفين في الطريق متدثرين بالمعاطف الثقيلة والقفازات والقبعات وعيونهما مُستترة خلف نظارات شمسية كبيرة: "هذه السيارة ليست طراز بريوس بلا شك".
استدركت إيل: "لعلهم يشعرون بالبرد وحسب. ألا يصبح الجو باردًا في سان فرانسيسكو؟"
ألقت صوفي نيومان نظرةً سريعةً على الساعة ومقياس الحرارة المُعَلَّقَيْن على الجدار وراء طاولة دفع الحساب خلفها، وقالت: "الساعة الآن الثانية والربع هنا… ودرجة الحرارة 27مئوية." واستدركت قائلة: "صدقيني، إنهما لا يشعران بالبرد. لا بد أنهما سيهلكان من شدة الحر." ثم قطعت حديثها قائلة: "انتظري، شيءٌ ما يحدث".
مشاركات المستخدمين