0
لا توجد اصوات
رواية "الساحلية"؛ نقرأ منها: وحيدين نقطع الطرق الملتوية بين الأزقة الضيقة الى حيث لا تخبرني نوارة.. كنت أوزع النقود على الفقراء في البيوت الآيلة للسقوط التي نقصدها، أربطها في صرة قماش مشجرة، أطرق الأبواب، وأتركها معلقة على مقابضها ونختفي. نوارة تتكفل بالطعام. كانت تستغل ليونة ذراعيها فتضع، وهي واقفة في مكانها، كيساً مملوءاً بالأرز النيء والفواكه مباشرة في الحوش. أي سعادة لا نستطيع أن نصفها كانت تجتاحنا. هل تتذكرين يا نوارة عندما كنت تقولين في الماضي:
"لاسعادة توازي فرحة الفقير، و لا فرحة تعلو على ابتسامة اليتيم".
كم هي رائعة نوّارة. كانت، وهي تقودني إلى مشتهاها، ترمم البيوت القديمة، وتصبغ واجهاتها المهترئة بلونها المفض: الفضي. كانت تضيف بخفة يديها لمسات جمالية للمنزل الذي تكن لأصحابه معزة خاصة، كأن تضع أصص ورود ملونة على متكإ النوافذ والأسطح الواطئة، أو تزركش الأبواب العارية من الألوان.
كانت تبلّط الطريق برجلها، تمسح على الحفر، وتفتت الصخور الناتئة، وتسحق البالوعات المرتفعة عن سطح الأرض لتعيدها إلى مستواها الحقير.
مشاركات المستخدمين