0
لا توجد اصوات
كتاب " الشعر في العصر الأموي " ، تأليف د. غازي طليمات و أ. عرفان الأشقر ، والذي صدر عن دار الفكر للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
لا ينفصلُ هذا الكتاب عمّا سَبَقه، ولن ينفصل عنه ما يلحقُه، فتاريخُ الأدب العربي، على النحو الذي تصوّرناه وصوَّرنا بعضَه - نهرٌ متدفّق الأمواه، متلاحق الأمواج، يُفضي بعضُه إلى بعض: من امرئ القيس إلى أحمد شوقي، ومن أكثم بن صيفيّ إلى مصطفى صادق الرافعيّ، ثم إلى من يشاءُ الله لهم أن ينظموا أو يترسَّلوا بلغة الضاد. وأمَّا تقسيمُه إلى عصور أدبية توازي العصورَ السياسية، وتواكبُ حَيَواتِ الدول من ظهورها إلى دُثورها فضربٌ من التكلُّف، يُرادُ به تيسيرُ التناول على أيدي القراء لا الفصلُ، والاستراحةُ في مفارق الطرق ذواتِ الصُّوى لا العزل.
قد تقول: إذا كان ذلك كذلك ففيم الإفراطُ في التقسيم؟ وإذا ساغ فصلُ النثر عن الشعر فكيف يسوغ فصلُ الشعر عن الشعراء؟ أليس من لطيف التصنيف أن يصدر خامسُ الأجزاء وسادسُها في سفر واحد، وبين دفتين لا أربع، كما يُضَمُّ لِفْقُ الثوب إلى أخيه، ومصراعُ الباب إلى الذي يُحاذيه، فيُجعل شعر العصر الأموي وشعراؤه كتاباً واحداً لا كتابين، وبَشَراً سَوِياً تامَّ الخَلْق، لا توأمين خديجين؟ وكيف يسوغُ في العقل أن يُدْرَسَ الشعرُ في سِفْر، وقائلُ الشعر في آخر، وبين الشعر والشاعر من التضامِّ والتتامِّ، والتكامُلِ والتداخل ما بين الروح والجسد، والشجر والثمر؟
مشاركات المستخدمين