أنت هنا
نظرة عامة
المجموعة القصصية "الصدى" للكاتب محمد زكريا الزعيم، يقول في مقدمتها:
حبب إلي وأنا أستشرف المستقبل ، أن أرتدَّ ببصري من حين إلى آخر إلى أعماق النفس ، فأنقب في خزانتها وأقلب في سجل ذكرياتها ، لعلي أقع على ما بقي نابضاً في واعيتها أو ظلَّ حياً في ذاكرتها ، أو أنصتُ إلى ما ظل صداه يتردد في أثيرها حين أنبش مخبآتها ، أو أزيج ستائرها فإنَّ للماضي سلطان على النفوس ، وحنين في الأفئدة يجعل الأنفس تحنُّ إلى أن تحيا في ظلاله من جديد ! .
وكنت كلما إبتُ من رحلاتي تلك بين أغوار النفس وشعاب الأعماق أعود بحظٍّ وافر وصيد ثمين ، ولكنّ ما فزتُ به في رحلتي هذه كان أكبر وما وقعتُ عليه كان أنفس ! . فما زال رنين بعض الأقوال الدافئة التي انبجست من أصوات واعية وألباب حكيمة يتردد صداه بين الجوانح ، مما زيَّن لي أن أتخذ من تلك الأقوال عنوانات منيرة أتوج بها صحائف الخواطر وأجعلها عمدة يجري القلم في ميدانها ، ويطوف الفكر في رحابها
فإنها لجديرة أن تتبوأ في القلب هذه المنزلة لما تتسم به من صدق اللهجة وما تتشح به من حرارة الشعور ، فإنَّ النفس البشرية إذا ارتقت إلى تلك الذروة أتت بالعجب العجاب ، وتفجرت في داخلها ينابيع الحكمة وفاحت منها طيوب المعرفة .
مشاركات المستخدمين