أنت هنا

$3.99
الموروث الثقافي في الأدب العربي الحديث - الروائي حنا مينة نموذجا

الموروث الثقافي في الأدب العربي الحديث - الروائي حنا مينة نموذجا

5
Average: 5 (1 vote)

الموضوع:

تاريخ النشر:

2013

isbn:

978-9957-77-155-3
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

لقد مثلت الرواية في العالم العربي إحدى سمات الفكر والتصور العربيين، إذ مثلها مثل الروايات العالمية، ساهمت في نقل التجربة العربية الإنسانية إلى العقل الإنساني رغم حداثتها مقارنة مع العالمية، ولقد أرجع النقاد تاريخ ميلادها إلى فترة1914 حيث ظهرت أول تجربة تمثلت في رواية "زينب" للأديب "حسين هيكل"، ولم تكن الرواية في سوريا بعيدة عن هذا، إذ ساهم مبدعوها بإنتاجهم في حقل الرواية عن طريق المد الفكري وعملية التأثير والتأثر. ولقد أرجع الدارسون ملامح الرواية إلى رواية "نجائع البائسين" "العسلي شكري"، التي صدرت عن مجلة المقتبس "القاهرة" وقد كانت البداية التي حملت بذور الرواية، لتتلوها أعمال روائية أخرى بدت أكثر نضجا وإحاطة بالجوانب الفنية مع الروائي السوري الكبير "حنا مينا" في رواية "المصابيح الزرق" الصادرة عام1954 عن الكتاب العربي- القاهرة هذا الكاتب الذي عمل على تطوير أدواته الفنية , بغية الخروج بالرواية من النفق الضيق الذي وضعت فيه, و قد كان له ذلك حينما أصدر جملة من الأعمال الروائية أبرزها "الشمس في يوم غائم" و"الباطر" هاتان الروايتان اللتان شهد لهما النقاد بالتفوق من حيث الطرح والبناء الفني لا سيما الأولى التي عبئت بقوة بالآثار الجليلة التي مكنتها من وضع نفسها على مصاطب الروايات القلائل.
ولولا استثناءات قليلة-نجيب محفوظ قمتها-لكانت الرواية ككل شيء في حياتنا، هامشية، مرهقة، تقليدية، لم تتعلم بعد كيف تنهض على قدميها، ورواية "الشمس في يوم غائم"من تلك الإستثناءات بغير شك، على تميز هو طموحها وربما شموخها "إن حنا مينا" أحد هؤلاء القلائل الذين بذلوا جهدا لا يضاهى في سبيل جعل الرواية تقف على قدميها، وكانت في جميع وجوهها ملتزمة بقضايا الأمة.
إن الروايتين محاولتان جادتان في العمل الروائي تحملان أسئلة شتى تبحث عن أجوبة يفترض أن تكون لدى المتلقي بصفة عامة، وقد كانتا حاملتين صورا لمدن وقرى المجتمع السوري، ساعيتين إلى سبر مضامينهما الاجتماعية، ومناقشتين الأوضاع المتباينة.
ولقد جسدتا معا موروثا هاما، تجلى بين السطور، إذ وأنت تقرأ تصادفك عوامل التأثير الحية والباردة في الكاتب، وقد هيمنت بقوة على عقله حتى أصبحت موجهة للعمل الروائي ككل، وهذا كله ألهمني الرغبة في تتبع أثره واقتفائه بغية الوصول إلى الأسباب التي دفعته إلى تمثلها في كل خطواته، ولقد عملت على أن ألتزم بالنص الروائي الذي بين يدي مستبعدا التأثر بتصريحات الدارسين عن دلالات العملين الروائيين، إذ قدمت تفسيري الخاص لجزئيات النص الروائي، وجهدت في تبيان الصورة الكلية له، ولم أطلب من الروايتين ما أريده منهما، بل حرصت على تقديم ما تتضمنه الروايتان تبعا لما وجدته فيهما، بما يسمح بوجود تأويلات أخرى للنصوص نفسها.