المجموعة القصصية "بكاء عمي"؛ للكاتب السعودي إبراهيم محمد النملة؛ نقرأ منها:
ركض عمي خلف سنيّ شبابي يبحث عن مخرج لسني مشيبه، وتوهّم المخرج في شبابي!
لم يرحم نفسه، ولم يترك لتجاعيد وجهه احتراماً فيعيون الآخرين. تلبس سواد الأرامل في وجهه، ولهث خلف أقدامنا!
لقد علّمني عمي كل أنواع الحزن.. ليس على لقمتنا وحسب، بل على جشعه. لقد تركت له كل شيء كما ترك أبي -رحمه الله- لنا كل شيء.
أروى ظمأة من تدفق الماء من صنبور دار أبي، وحمل وجهاً يردد به لسانه أنه أخو أبي، وقال عن نفسه ما كان أبي يفعله.
تمجد عمي كثيراً حينما نطق الآخرون اسم أبي أمامه.
سآخذ لقمة أبي لغيرنا، فخلفنا وجوه يشبعها فقط النظر غلى لقمة أبي، ولن أبكي ضياع لقمة أبي، فيكفي أن تدمع عين عمّي لها!
مشاركات المستخدمين