دحرجة لمكان ما

كتاب " دحرجة لمكان ما " ،تأليف : يحيى السعيدي ، والذي صدر عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

..... (التجديد مهمة الفن) على حد تعبير ناتلاي ساروت.. كون العملية الابداعية باختلاف اشكالها وتباين مضامينها هي عملية فنية تسجل انســانية المنتج (الخالق) منطلقة من واقعه والمحيط بكل موجوداته منبثقة من خياله ورؤاه التي تكشف مايملكه من خزين معرفي يوظفه في توصيل رسالته..

وفن القصة القصيرة جدا هو احد المكونات الابداعية التي تعتمد الايجاز والتكثيف الذي هو هـاجس المُنتج الذي اتخذ من مشهور مقولات تشيخوف (ان تجيد الكتابة عليك ان تجيد الاختصار) فضلا عما اعلنته حركة الحد الادنى (Minalism) في تطبيقاتها التي حققت شعــارها (كتابة مختصرة لحياة مختصرة )

دحرجة لمكان ما.. انموذج لهذا الجنس الادبي المعتمد على تقانة التكثيف والايجاز لخلق الشكل والمضمون لنصوص المجموعة التي نسج عوالمها المبدع يحيى السعيدي بأسلوب ادهاشي متميز حين اعتمد تيمات ومحاور دلالية موحية بحياة متكاملة من خلال الومضة القصصية شكلا بنائيا لقدرته على التقاط اللحظات الهاربة وتسجيلها بقوة لانه امتلك اللغة ورموزها واشكالها.

ان ثيمات.. الحب، الجنس، الخير، الشر، هي النوازع الانسانية الاولى التي كانت حلبة صراع الانسان وما زالت وهي ملامح عامة لتلك النصوص حاول القاص فيها ان يتمادى الى حدودها الاخيرة عله يطمئن اخيرا الى عودة الروح المهاجرة.