أنت هنا
رحلتي إلى أمريكا
الموضوع:
تاريخ النشر:
isbn:
نظرة عامة
كتاب" رحلتي إلى أمريكا " ، تأليف : وليد رباح، والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والاعلام ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
مطار كنيدي في نيويورك - عام 1987...
كان في جيبي بعض دولارات ظننت أنني سأشتري أمريكا بها ، فإذا بها لا تساوي شيئًا ، كنتُ قد استدنتها من أخي فوزي يرحمه الله قبل قدومي... خرجت من المطار متباهيًا ألبس بدلة زاهية مع ربطة عنق مزركشة... كنتُ شابًّا ، والطريق أمامي مبهج وموحش في الوقت نفسه... هذه أمريكا التي كنت أحلم أن تُلحقني بابني خالد الذي سبقني إليها بسنوات كي يتخرَّج منها مهندسًا ، ولكنه يسكن ولاية أخرى بعيدة لا أستطيع الوصول إليها لغلاء تذاكر الطائرات.
نظرتُ إلى الأضواء حولي ، والبحر الواسع من النور الذي يضيء بالبهجة ليلاً ، لم أستطع رؤية النجوم عندما نظرتُ إلى السماء ، فقد كانت أضواء الأرض أبهى وأحلى وأجمل من كل بقعة في السماء... هكذا ظننت أنني سأفعل الأعاجيب في هذا البلد الذي لا أعرف فيه أحدًا سوى أخي (غازي) الذي كنت أعرف عنوان عمله ، وقد افتتح بقالة واسعة كبيرة - كما قيل لي - من جهده الذي بناه بالعرق والدموع ، ولا شيء غير ذلك.
اتجهتُ إلى سيارة أُجرة وسألتُ السائقَ بإنكليزية مكسرة الحروف كأجنحة طائر أصيب بالكساح : أريد أن أذهب إلى نيوجرسي ؛ وتحديدًا مدينة باترسون... نظر إليَّ السائق واستفاض في رؤية بدلتي الجديدة وربطة عنقي الزاهية ، وقال : خمسون دولارًا... تحسست جيبي فإذا فيه خمسة وأربعون دولارًا فقط... قلتُ للسائق : ألا يكفي خمسة وأربعون ؟ فلم يجبني ، بل أشاح بوجهه عني وأخذ يحدِّث زبونًا آخر... سألتُ أحد المارَّة : هل مدينة باترسون في نيوجرسي بعيدة من هنا ؟... قال : ربما خمسة وأربعين ميلاً... قلتُ في نفسي : إنها بعدد النقود التي في جيبي.
مشاركات المستخدمين