سيرة ظل

في رواية "سيرة ظل" للروائية العراقية نضال القاضي، تبث الكاتبة السطوع في الظل أكثر من الأصل، تسيطر على أدواتها وفق مفهوم "الادارة الهندسية" من دون ان تفرط بالخيال، التاريخ في هذه الرواية التي تتبع سيرة أسرة عراقية باسلاميتها ويهوديتها ومسيحيتها وعربيتها وكرديتها وتركيتها، يرتدي "لغة الفضة" بحزنها وتساؤلاتها ووجعها وأمكنتها ومسراتها الضئيلة من دون ان تفقد بريقها.
حيث برعت القاضي في اختيار الاسماء وموائمتها مع الامكنة "عهدي، قيسة، نهاية، كرامة، رومة، ست احترام ..." فالشخوص أشبه بظلال بهيئة كامنة في الخيال والواقع معا، كتبت عن تاريخ العراق عبر مئتي عام وكأنها تتحسس بلغتها المنضبطة والموحية المشاعر والاماكن، أكثر بكثير مما قرأته عن هذا التاريخ.
 ويقابل الحس التاريخي في رواية "سيرة ظل" حسا واقعيا عاشته نضال القاضي، ويبدو انها لم توليه قدرا كما ولجت تلابيب الماضي، ربما لان الشهود أحياء ولغتها تلتقط ما يغيب عن العين ويرقد في الذاكرة، ولا ترى منافسة في الحاضر القائم.