أنت هنا
نظرة عامة
المجموعة القصصية "صهيل الأسئلة" الصادرة عام 2002 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ من أجوائها:
ما كانت تتصوّر للحظة وهي تراه قادماً نحوها يصفّر ويدندن ثمّ يتوقّف قبالتها ليسألها بلطف إن كانت تعرف الطريق إلى نهج الأقحوان أن يعمد أثناء استغراقها لثوان في التفكير إلى انتشال قلادتها الذّهبية واللوذ بالفرار·
كان يسير على نفس ناصية الشارع الذي تمرّ منه ساهمة ولم يكن أيّ شيء في مظهره يدعو إلى الريبة والحذر بل كانت هيأته الأنيقة تبعث على الاحترام والطمأنينة وتوحي بيسر الحال·
تدقّها صفعة يده فتشعر كما لو أن عظام صدرها قد تخلخلت، تشلّها الدهشة لحين ثم لا تلبث أن تستفيق من خدر الصدمة وتستدير نحوه صارخة بحنق قلادتي، قلادتي أيها اللص
يوقد الغضب قواها فتندفع نحوه تلاحقه وتمعن في صراخها العصبي· يخرج الناس من الدكاكين والبيوت وورشات الميكانيك الموجودة على ناصيتي الشارع وينتصبون واقفين على طوله يرقبون المشهد بذهول غريب·
كانت أسرع ممّا كان يتصوّر، فقد استطاعت في لحظات قليلة أن تقترب منه وتربك خطاه· ربّما لم يضع في حسبانه أن امرأة يمكن لها أن تطارد لصاً بكلّ ذلك الإصرار·
مشاركات المستخدمين