أنت هنا
أدب الأطفال رسالة وأمانة
بقلم : سهيل ابراهيم عيساوي
كلنا يعرف كم تأخر أدب الاطفال في دخول عالمنا العربي ، ويعود الفضل بدخوله ورواجه في عالمنا العربي لرائد أدب الأطفال كامل الكيلاني ( القاهرة 20 أكتوبر 1897 - 9 أكتوبر 1959 )، مما فوت الفرصة على اطفالنا لينعموا بأجمل القصص ، ويبحروا بعيدا في عالم الخيال الفضفاض ، أيضا تساهم قصص الأطفال بغرس القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية والانسانية وحتى القانونية في نفوس طلابنا ، اضافة للتسلية والترفيه عنهم لأن الترفيه يجب أن يكون هدفا ثانويا ، حيث تتميز معظم القصص بنهاية سعيدة وانتصار الخير على الشر ، وزرع روح التحدي والمثابرة ، والأحلام السعيدة وتحقيق الطموح ، بالمقابل يتم تصوير الشر على أنه مؤقت وزائل ، وصاحبه في النهاية يخسر ويهزم أمام جبروت الحق ، اضافة الى أن القصص تعلم الطفل فن الاصغاء والتركيز الشديد ، من خلال معرفة تسلسل الأحداث ومميزات الشخصيات في القصة ، المواقع والاعلام .وكذلك التعرف والتمتع بلغة الأم ، اللغة العربية والتي هي بمثابة ركيزة قوية تشكل عمقا انسانيا وتربويا وثقافيا وارثا حضاريا للطفل وجزء من هويته وشخصيه وانسانيته، وبطاقة لدخوله عالم المعرفة والنجاح والتفوق والتميز . والسؤال الذي يطرح هنا ما مدى الالتزام بحمل الأمانة على اكمل وجه ؟ هل يلتزم الكتاب بالحد الادنى بمقاييس كتابة قصص الاطفال ؟ من حيث الاسلوب والمضمون واللغة وملائمة القصة لجيل الاطفال ، وهل تحمل القصة في طياتها رسالة انسانية او تطرح قضية شائكة او ملحة ؟ هل تأكد الكاتب من سلامة اللغة ؟ وفي النهاية هل تستحق القصة الخروج الى النور وان يناولها أطفالنا وتتناقلها الألسن وتحتضنها المكتبات الجامعية والبيتية والمدرسية والعامة . اما بالنسبة للناشر وهو الرافعة لتسويق ونشر الكتب في ظل انعدام الية في وسطنا العربي لتسويق الكتب وقصص الأطفال بصورة منهجية ومنظمة ، هل قام الناشر بفحص ودراسة القصة وفق معايير تصب في صالح القارئ والطفل على وجه الخصوص ؟ صحيح ان من حق الناشر الربح لكن ايضا لتشجيع المطالعة على الناشر طرح الكتاب بسعر معقول في السوق ليتمكن اكبر عدد من القراء من الوصول الى الكتاب القيم ولا يقف سعر الكتاب حاجزا يحول بين القارئ والكتاب ، وهل قام الناشر حقا بتسويق الكتاب بصورة عصرية مستعينا بالتطورات التكنولوجية والانترنت لضمان اطلاع أكبر عدد ممكن من القراء على الكتاب ومضمونه . وفي حالة صدور كتاب لا يستحق النشر على يتحمل الناشر المسئولية الاخلاقية والادبية امام القارئ والمجتمع . اما النقاد ملقى على عاتقهم مسئولية كبيرة في تذوق الكتاب ودراسته بصورة موضوعية بعيدا عن الشللية والانتماء الفكري والحزبي ، دراسة الكتاب كما انك لا تعرف شيئا عن الكاتب تخيل انه من بلاد الواق الواق ، لا تتطرق الى شخص الكاتب انما الى عمله الادبي ، المطلوب الاشادة بالأمور الحسنة التي وردت في القصة من حيث الاسلوب واللغة والمضمون والقيم ، بالمقابل الاشارة بشكل واضح بعيدا عن التجريح الى النواقص والاخطاء في الطباعة واللغة والفكر وتسلسل الاحداث ، وحتى الى الرسومات التي ترافق القصة ، طبعا بهدف توجيه القارئ ، واسداء النصائح المجانية للكاتب ليحسن من نتاجه ويطوره ليستفيد القارئ والحركة الأدبية المحلية بشكل عام ، أيضا من عملية النقد يستفيد الناشر ، لان مقياس نجاح القصة ليس كم نسخة بيعت منها لان عملية البيع تتعلق بالعلاقات العامة وبقدرات المسوق اللبق ، وربما على التضليل والحظ ، نجاح القصة يتعلق بمحتواها وأهدافها والقيم التي تحتويها ، كذلك هنالك دور كبير للقارئ في تقييم القصص التي يتناولها ، عليه ابداء رأيه في وسيلة ممكنة من خلال ، كتابة رسالة للكاتب يعبر بها عن رأيه حول القصة ، ورسالة الى دار النشر ، لذا من المهم نشر عنوان البريد الالكتروني للكاتب ولدار النشر ، كذلك من باب الأمانة على دار النشر نشر جميع الرسائل التي تصلها حول كتاب معين في موقعها الى جانب صورة الكتاب ومعلومات حول الكاتب والكتاب . بعدها يقرر القارئ وفق ردود الفعل اذا ما كان الكتاب يستحق الاقتناء والمطالعة والدراسة ، كذلك نحن نملك كادرا كبيرا من الباحثين في الأدب واللغة ، من المهم أن توجه جهودهم الى دراسة قصص ادب الاطفال الموجودة في السوق بهدف التحسين وفرز الغث من السمين . وعدم الاكتفاء بالنشر في المجلات العلمية العالمية او الجامعية ، انما هنالك حاجة ماسة لنشر هذه المقالات في منصات الاعلام المحلية من صحف ومواقع على الشبكة العنكبوتية ، ليتمكن اكبر عدد من القراء من الاطلاع عليها بضمنهم أطفالنا لأنهم المستهلك الرئيسي لهذه الكتب .
هل جميع كتب الأطفال ترقي وتستحق النشر ؟ الجواب طبعا لا ، للأسباب التالية
1- بعض الكتب صدر دون الحد الأدنى من المراجعة اللغوية ، ودون دراسة وفحص مضمونها وأسلوبها وقيمها ، "مجرد صف حكي " ، وافكار غير ناضجة للكاتب يبلبل فكر أطفالنا بها .
2- بعض الكتب اصدرها كتاب كبار لهم باع طويل في الكتابة الصحفية ونشر الدراسات الادبية والابحاث العلمية ، لكنهم اخفقوا في تبسيط كتاباتهم لتلائم الصغار ، وبسبب الاسم ذائع الصيت من السهل نشر كتابتهم لدى دور النشر .
3- بعض الكتب وراء نشرها دوافع تجارية بحتة ولا تلائم اطفالنا لكن قد تكون هنالك جهات تمولها وتسوقها وتفرضها على اطفالنا .
4- قلة من النقاد المحليين الذين تناولوا قصص الاطفال التي صدرت في العالم العربي وفي بلادنا ، قد يعود السبب لعدم اطلاعهم على هذا الأدب الوليد ، لأنه موجه للأطفال وقد اعتادوا الكتابة للكبار وللباحثين والدارسين ، او نوع من التجاهل للأطفال واحتياجاتهم ، عدد الكتاب الذين يكتبون للأطفال قيل نسبيا، وربما البعض يتهرب من التعرض للكتب خشية الدخول في مواجهة وحرب كلامية كوننا نعرف بعضنا جيدا ، اضف الى ذلك كون الكثير من النقاد المحليين هم أنفسهم من يكتبون قصص الأطفال وقد يكون تناقض في المصالح .
5- هنالك كتب غير موفقة للكتاب قصص الأطفال الناجحين ، أي أن الاسم يسبق الفعل ، بعد تحقيق الكاتب عدة نجاحات في مجال قصص الأطفال يصدر بعص القصص ،وتكون "فاشلة "، يمطرنا بنتاجه ، لكن بسبب اسمه الكبير ولا يفطن الناس كما يجب ، لكن الزج بقصص تافهة بهذه الصورة ينفر القارئ الصغير ويضر بالكاتب نفسه وبدار النشر وبالأدب المحلي بشكل عام .
6- بعض الكتاب يروق له ، ان لا احد يعترض ويناقش أدب الاطفال ولا أحد يقيم ما ينشر ، وهذا الصمت يجب ان يتوقف فورا لخدمة الطفل والكتاب والناشر والكاتب في ان واحد .
ظواهر مقلقة في عالم ادب الاطفال المحلي :
هنالك عدة ظواهر يجب التنبه لها ومحاربتها ومن هذه الظواهر منها :
1- السرقة الأدبية : في العالم العربي هنالك قفزة نوعية في مجال ادب الاطفال وخاصة في مصر ولبنان ، وهذه الكتب تصلنا عبر دور النشر ومن خلال الانترنت يمكننا الاطلاع عليها او الاقل على فحواها ويمكننا شراءها ، تجد سرقات ادبية في مجال قصص الاطفال لدى قلة قليلة ممن ادلوا بدلوهم في هذا المجال ، قد تكون السرقة من خلال سرقة الفكرة المركزية ، او التعريب !! دون ذكر المصدر واسم الكاتب والناشر ، أو يكتب الى جانب القصة " اعداد " وعادة تكون هذه القصص عالمية او عبرية ، يغير الكاتب بعض الكلمات او اسم الاشخاص والمكان ، هذه سخرية ومس بالأمانة الادبية واعتداء على الحقوق الفكرية لكاتب او لدار نشر ، واخطر السرقات التي صادفتها ان يقوم الكاتب بسرقة نص من الانترنت مثلا عبر موقع اليو توب وينقل لنا القصة حرفيا ببلاهة ظنا منه انه هو الوحيد الذي شاهد الشرائح المحوسبة ، اتفق اني صادفت نفس القصة وقد نشرت بثلاث طبعات لأحدى دور النشر المحلية ولأكثر من كاتب محلي والقصة مسروقة حرفيا من موقع اليو توب ، وحتى لو أشار الكاتب ان القصة من اعداده ، وبعضهم من يعيد صياغة القصص الشعبية التراثية لأنها ملكه وارثه الشخصي ، برأيي هذا الامر قرصنة أدبية رخيصة ، ايضا في نظري هذه عملية قرصنة ادبية فاشلة تسيئ للكاتب ودار النشر ، انها شهرة رخيصة .
2- هنالك بعض القصص تحتوي على كلمات لا تليق بالأطفال ولا تلائم جيلهم وكأن القصة موجهة للكبار البالغين وموضوعها بعيدا كل البعد عن الطفولة .
3- بعض القصص تسرد وتصور مناظر فظيعة تخيف الاطفال مثل قطع الاطراف وقتل وحشي ، عفاريت مخيفة واحداث مفزعة ، هذه الصور تحبط من عزم الطفل وتزرع الخوف بداخله ، وتضعه في قالب الجبن والانتهازية والانهزامية ، نحن نريد ان نعزز ونغرس في نفوس وعقول وقلوب اطفالنا الامل والمثابرة والاتكال على النفس وليس على الحظ والصدفة ،.وحب الغير ، واحترام الاخر والمختلف، الصدق والامانة ، حب العلم واكتشاف المعرفة ، العدالة الاجتماعية ،وغيرها من القيم الانسانية .
3- بعض القصص خالية من اي فكرة او حدث يستحق الوقوف عليه والتفكير به من قبل الطفل ، احداث عادية جدا .
4- بعض قصص الاطفال الموجودة في السوق موغلة في الرمزية ، كان الكاتب الفطحل يطلب من الطفل فك رموز شيفرته المعقدة .
5- بعض القصص مكتوبة باللغة المحكية ، العامية ، وهذه جريمة بحق اللغة العربية ، وبحق اطفالنا ، وتناقض احد اهم اهداف ادب الاطفال ، انا مع التيار المؤيد بان تكون القصة مكتوبة باللغة المعيارية والسليمة ، وعلينا عدم نشر القصص المكتوبة باللغة المحكية ، كي ان نخلق صراعا في نفس الطفل، ونشوش افكاره .
امور تستحق التقدير : هنالك ظواهر ايجابية وتطورات تصب في صالح ادب الاطفال المحلي من هذه الظواهر .
1- مراكز ادب الاطفال ، في السنوات الاخيرة لاحظنا انشاء عدة مراكز لأدب الاطفال سواء من خلال دور النشر المحلية ، التي اخذت تلتفت لهذا الادب الهام وتنشر الجيد منه عادة ، وتقوم بتسويقه في البلاد وخارج ، وكذلك انتبهت الكليات العربية في البلاد والجامعات الى ضرورة تدريس مادة ادب الاطفال للطلاب الجامعيين ، فهنالك مراكز يديرها عدد من الباحثين والدارسين والمجربين لهذا المجال مما يثري البحث الادبي والحركة الادبية عامة ، وكثيرا ما تصدر مراكز الاطفال الجامعية الكتب والدراسات القيمة في هذا المضمار، اضافة الى الندوات والمحاضرات ، ولكننا نطمح الى المزيد من النشاط الاكاديمي والادبي ونؤمن ان هذه المراكز بإمكانها تقديم الافضل بسب امتلاكها القاعات والامكانيات المالية التي ترصد لهذا الغرض والاهم الكادر الاكاديمي والادبي ، كذلك لديها جمهورا واسعا من الطلاب وبإمكانها نشر واصدار العديد من الدراسات الجدية محليا وعالميا.
2- تحول قسم من الاقلام الجادة المحلية للكتابة لعالم الطفولة، هي اضافة نوعية بسبب المخزون الثقافي واللغوي والتجربة العميقة في عالم الكتب والوان الكتابة المختلفة، لكن الامر ليس بهذه البساطة والسرعة الامر بحاجة الى ممارسة ودراسة .
3- قيام العديد من المؤسسات الثقافية والجمعيات الخيرية والمؤسسات الحكومية بتشجيع الكتاب المحليين على الكتابة للأطفال ، وتقوم بنشر نتاجهم او شراء كتبهم .
4- اهتمام من قبل المدارس بعملية المطالعة لدى طلاب المدارس ، من خلال تبني عدة مشاريع تحث على المطالعة تحت مسميات عديدة مثل القارئ الصغير ، مسيرة الكتاب ، كتاب في كل بيت ، كذلك استضافة كتاب محليين وتكريمهم ، وفعاليات حول المطالعة بالتنسيق مع المكتبات العامة ، ومن الممكن تدريس ادب الاطفال المحلي جنبا الى جنبا المنهاج التدريسي ، ومن الممكن الاعتماد على بعض القصص الناجحة كقصص علاجية لطلابنا ..
5- الجودة العالية : ما يميز كتب الاطفال التي تصدر في البلاد ، الجودة العالية من حيث الطباعة والاخراج الفني ، الورق المصقول والملون والغلاف السميك المقوى ، هذا الامر يجذب القارئ اليها ويمكنها من البقاء سالمة لفترة زمنية طويلة ، ويسمح لها بالمنافسة امام الكتب التي تصدر في الخارج .
6- رسومات جميلة ترافق كتب الاطفال : انتبه الكتاب والعارفين ببواطن الامور الى ضرورة وجود رسومات جميلة ترافق النص ، تمكن الطفل من فهم وتبسيط الاحداث في مخيلته ، حتى لو لم يلم بعد بأصول القراءة السليمة ، ايضا هذه الخطوة تعزز من مكانة الرسامين والفنانين المحليين ، لولا صدور هذه القصص المحلية ، ما تعرفنا عليهم ولا على فنهم الراقي ، من ابرز الرسامين العرب لقصص الاطفال ، ايمن خطيب ، لؤي دوخي ، ارينا كركبي وغيرهم ، كذلك هنالك رسامين اجانب ايضا لهم مساهمة جيدة في اثراء قصص الاطفال بلوحاتهم الجميلة ، مما لا شك به اللوحات تمنح النص روحا اضافية تجعل الكلمات تنبض وتتحدث وتتجسد ، مع العلم ان بعض القصص الجميلة لحق بها اجحاف بسبب سوء اختيار للرسام او للرسومات .
7- دعم قصص الاطفال : من خلال طرحها في السوق بسعر زهير أقل من سعر التكلفة ، ومن خلال توزيعها مجانا على رياض الأطفال ، عادة تقوم بهذه الخطوة جهات ممولة من وزارة التربية والتعليم ومراكز أدب الأطفال .هذه الخطوة تدعم الطفل وتطور مستويات تفكيره ، وتعزز من مكانة الكتب وتذوته وجعل الكتاب وجبة دسمة ضرورية تماما مثل الخبز والحليب والشمس والهواء، وتعرف الطفل القارئ على كتابنا المحليين .
8- حركة الترجمة : في غاية الأهمية عملية ترجمة كتب من ثقافات ولغات أخرى ، لإثراء المكتبة العربية وتقديم الأدب الجيد لأطفالنا ، بشرط ان يشار الى اسم الكاتب ودار النشر وحفظ كل حقوق الطبع والترجمة ، وعدم الاكتفاء بإشارة ترجمة او تعريب او اعداد !، مع العلم ان القصص التي ترجمت قليلة جدا ، وحبذا لو يتم اثراء المكتبة العربية بعشرات الكتب المترجمة سنويا ، ليستفيد منها طلابنا ، طبعا بعد فحص محتواها جيدا ورسوماتها وملائمتها لتراثنا وقيمنا ، لان بعض القصص المترجمة في الاقطار العربية لا تلائم أطفالنا ولا قيمنا بسبب محتواها أو اسلوبها الذي يجتر اسطوانات العصور الوسطى الغابرة .
خلاصة : الادب المحلي دائما يمر بحراك بسبب الانفتاح على العالم العربي وخاصة في ظل العولمة أصبح العالم قرية صغيرة متشابكة ، وأدب الأطفال في بلادنا قفز قفزة نوعية منذ سنوات التسعين حتى الان، ولم يقل كلمته النهائية بعد ، هنالك اهتمام كبير بأدب الاطفال من قبل الأهل والمدرسة والكليات والجامعات ، والكتاب ودور النشر وهذا الاهتمام يدفعنا لتقديم الافضل والاجود والممتاز ، لان اطفالنا يستحقون اجمل القصص التي تحمل في طياتها القيم الانسانية والخيال الواسع ودرر اللغة العربية بأسلوب جذاب ساحر ممتع ، لنصل لهذه النتيجة الرائعة نحن بحاجة الى تظافر الجهود بين الكاتب والقارئ والناقد والناشر والمجلات الادبية والصحف والمؤسسات التي وضعت على عاتقها دعم الادب المحلي ونشره، لأنه اذا قدمنا لأطفالنا أجود الأدب جعلناهم أكثر سعادة يحلمون في غد مشرق ،فالكتب تساهم في صقل شخصية الطفل وشق طريقه وبلورة أحلامه الوردية ، وهنالك حاجة ملحة لترجمة ادب الاطفال المحلي للغات حية اخرى لتصبح القصص الجميلة عالمية تنقل همومنا وقضايا اطفالنا الى شعوب اخرى وايضا تساهم في التواصل بين الحضارات والشعوب ،والكتاب وخاصة كتب الاطفال افضل جسر حضاري لهذه المهمة الانسانية والثقافية وهذه العملية قد تساهم في تغيير مفاهيم خاطئة لدى الاخر عنا ، وهن الضروري نشر أدبنا المحلي الجيد في العالم العربي عبر وسائل الشبكة العنكبوتية وعبر وسائل التكنولوجيا الحديثة وعبر دور النشر الكبرى في الدول العربية لمنح الكتاب والكاتب فرصة افضل في البقاء بين حضن الادب الجيد والدراسة والمطالعة واستفادة كل اطفال العرب من أقلامنا المتميزة .