أنت هنا
أسرار عرّابة لورنس العرب في رواية فرنسية
تكشف رواية الكاتب الفرنسي فال بوشان كاتون جيرترود بيل, المرشدة الروحية للورنس العرب عن جذور الصراعات الراهنة في منطقة الشرق الاوسط من خلال قصة ساحرة تمتد عبر قارتين اسيا وأوروبا.
والرواية التاريخية تقدم سيرة بطلين حقيقيين وهما المؤرخة والصحافية البريطانية جيرترود بيل وصديقها ت.ا. لورنس وهو قائد في الجيش لعب دورا كبيرا في الانتصار ضد الامبراطورية العثمانية.
وتدور احداث الرواية حول امرأة عظيمة وقوية نظرا لما تعرضت له في حياتها من انتقادات ظالمة ونظرا لما قامت به من مغامرات تدل على جرأتها ومعرفتها الحقيقية بالحياة داخل منطقة الشرق الاوسط, ومن خلالها يشير الكاتب فال بوشان الى تأثير انخفاض احتياط النفط في العالم كله.
وتتبع الرواية سيرة حياة جيرترود بيل التي وُلدت عام 1868 في انجلترا وتوفيت عام 1925 في بغداد, حيث عاشت حياة حافلة بالاحداث الاستثنائية وكانت اول امرأة تحصل على شهادة في التاريخ من جامعة اكسفورد, وامضت معظم حياتها في السفر والترحال, كما درست علم الاثار وتعلمت العديد من اللغات.
جذبها سحر منطقة الشرق الاوسط, حينما زارت عمها سفير المملكة المتحدة في ايران, وجابت المناطق, كافة, ودرست الاثار, كما وتعرفت على شيوخ وأمراء وقادة الدول العربية المجاورة وتعرفت عليهم جيدا وتعلمت احترامهم.
منذ عام 1915 عملت بيل في الحكومة البريطانية, واتجهت في مهمتها الاولى الى القاهرة, وخلال سلسلة من الحفريات في بلاد ما بين النهرين التقت ت.ا. لورنس, الذي عرفها على القبائل العربية القوية الموجودة انذاك, مما ساعدهما على تنظيم ثورة هذه القبائل ضد الامبراطورية العثمانية, كما كانت الضابطة العسكرية التي قدمت خرائط مهمة ساعدت القوات البريطانية على احتلال العراق, وبعد سقوط الامبراطورية العثمانية لعبت دورا فاعلا في خلق دولة عراقية جديدة, واقناع ونستون تشرتشل بتعيين الملك فيصل, الملك السابق لسورية, اول ملك للعراق.
الا انه للاسف سرعان ما ساد بين القبائل العربية والمملكة البريطانية, جو من التوتر مما جعل الاجواء السياسية غير مستقرة.
لقد نجح بوشان بنقل قصة غير اعتيادية في تتبع احداث حياة هؤلاء الشخصيات, وبتسليط الضوء على امرأة قوية لديها العزم والشدة لتحقيق ما تصبو اليه وفي نفس الوقت امرأة محبة حساسة ورومانسية تحيا اجواء الحب بغض النظر عن الظروف التي تعيشها.