أنت هنا
أمسية تناقش أبرز ملامح أزمة الثقافة العربية في كتاب الزرقاء
ناقشت امسية نظمها فرع رابطة الكتاب الأردنيين في الزرقاء مساء أمس الأول أبرز ملامح أزمة الثقافة العربية وتصورات المشهد الثقافي خلال العام الحالي.
وقال الباحث الدكتور جاسر العناني، ان عدم تأسيس مدرسة نقدية عربية ذات سمات موضوعية تنطلق من مفاهيم نقدية ابداعية واضحة وغياب الدور الحقيقي للتعليم واعتماده على التلقين وضعف المناهج التعليمية أسهم في تراجع الثقافة.
وعرض أبرز ملامح أزمة الثقافة العربية التي تتمثل في افتقاد العالم العربي للرموز الوطنية والدينية والثقافية التي تشكل مرجعا مؤثرا وفاعلا، وغياب الديمقراطية عن الممارسة الحقيقية في الحياة اليومية، وغياب احترام الرأي الآخر وسيادة الفكر الإقصائي، وحالة الاحباط العامة بتأثير الأزمات السياسية، حيث يعيش العالم العربي حالة فقر معرفي واضحة، فالبيئة العربية بيئة طاردة للعقول والمفكرين والابداع.
وأشار الى العديد من الاقتراحات التي من شأنها الارتقاء بالمشهد الثقافي العربي والأردني، مثل الانفتاح على الثقافات الأخرى من خلال تفعيل حركة الترجمة، والمراجعة الذاتية والنقد المستمر وتوفير الأجواء والمناخات الديمقراطية للعلماء والمفكرين، مؤكدا ضرورة اعادة النظر بالسياسات التعليمية وسياسات القبول في الجامعات وسياسات البحث العلمي.
وقال الناقد مجدي ممدوح، ان السنوات الأخيرة شهدت انحسارا واضحا في المشهد الثقافي العربي والأردني، مشيرا الى غياب الملاحق الثقافية التي كانت تصدر عن أبرز الصحف المحلية.
ولفت الى ان انحسار تسويق المنتج الثقافي انعكس سلبا على سوية الابداعات بمختلف صنوفها، اذ ان الاقتصاديات المرتبطة بالثقافة لها دور فاعل وحيوي في تطوير المنتج الثقافي من خلال العائد المادي الذي يعود على المبدع ويساعده في توفير متطلبات عيشه، لافتا الى ان تراجع المشهد الثقافي في مصر وبيروت بتأثير الأوضاع السياسية المقلقة انعكس سلبا على مجمل المشهد الثقافي العربي.
وبين ان وجود مؤسسات تعنى بنشر وتوزيع الكتب وتلعب دورا مهما في تفعيل حركة الترجمة من شأنه اعادة الألق للمشهد الثقافي العربي، معتبرا ان ازدهار الرواية والاقبال على كتابتها في العالم العربي في الآونة الأخيرة،وثيق الصلة بالجوائز ذات العائد المالي المغري المخصصة لأفضل الروايات.
وأشار الى ان المقاهي الثقافية في الفترة الماضية كانت تمارس دورا ثقافيا فاعلا، من خلال ما كانت توفره من أجواء ومناخات ملائمة لالتقاء المثقفين والمبدعين، بينما أدى غيابها، نتيجة ارتفاع كلفة ريادتها على المثقفين، الى تراجعها عن الاسهام في الحراك الثقافي.
وقال الكاتب زياد عودة ان العالم العربي يعيش أزمة في القراءة ومتابعة المنتج الثقافي، حيث ان العزوف عن القراءة، والانشغال عن متابعة المنتج الابداعي المتنوع وانتشار ثقافة الاستهلاك وتغول وسائل الاعلام عبر الفضائيات المختلفة والترويج لثقافة متدنية استهلاكية قائمة على النزعات الفردية أدى الى تراجع حقيقي في المشهد الثقافي.
وتبع الأمسية التي أدارها الشاعر حسن منصور وحضرها الشاعر جميل أبو صبيح وجمع من الكتاب والشعراء والمهتمين، نقاش وحوار حول أهمية اعادة الألق للثقافة والسبل الكفيلة بتفعيل المنتج الثقافي.