أنت هنا
أوتاد العزلة في «أعيادي السرية» للشاعرة فتحية الصقري
صدرت المجموعة الشعرية الثالثة للشاعرة العمانية فتحية الصقري «أعيادي السرية» وفيها يجوب القارئ معها عوالم امرأة وشاعرة تضع كل ما حولها عرضة لسعة التأمل.
وقال عن المجموعة الكاتب والروائي ناصر الظفيري إنها «تجربة مميزة حافظت فيها الشاعرة على ثيمتها القاسية منذ مطلع ديوانها «أعيادي السرية» حتى نهايته وكأنها توزع دموع وحدتها المفرطة في منديل لا يجف، ترسم قلقها الوجودي وحياتها المثبتة بأوتاد العزلة حتى القلق الذي يسيطر علينا دون أن تترك فرصة لما يمكن أن نطلق عليه الأمل المحتمل. هناك قسوة على الذات، قسوة على الآخر، وقسوة على الحياة بكل تفاصيلها الخادعة وهي قسوة يبدو أن لا خلاص منها».
وفي 29 نصاً تحتويها المجموعة لا تدع الصقري فرصة لنا لنلتقط أنفاسنا، فهي مثلما لو كانت عيناً مفتوحة على التقاط التفاصيل، لا تريد أن ترفّ أبداً؛ تحتفي بوحدة قد تتلاشي في ذهننا ونحن نصطدم مرة بعد أخرى بالكائنات الصغيرة والكبيرة التي توجدها في النص، أو تستدعيها من الواقع.
الصقري تكسّر في هذا الكتاب كل ما حولها لتحيله فتاتاً شعرياً لامعاً، وبذلك فهي أيضاً تكسّر ذاتها لتكشف عن تلك اللحظات الخاصة التي تجلس فيها امرأة -بالذات امرأة شاعرة- مع نفسها لتعيد محاسبة كل شيء بما في ذلك الكتابة نفسها، تقول في أحد النصوص:
«كنت أمشي في الشارع الطويل/ في الشارع الملتهب كنت أمشي/ بحثاً عن بيت، عن غرفة/ عن درج صغير في خزانة/ عن حلم، عن وطن، عن لغة بسيطة، عن عشب/ كنت أمشي دون توقف، كنت أمشي/ أمشي وأعرف جيداً أنني لن أصل».