افتتاح معرض بيروت العربي والدولي للكتاب الـ57 ميقاتي: النزاعات العبثية تفضي إلى أوطان مهزومة

بجرعة جديدة من التواصل والتلاقي والابداع، افتتح أمس معرض بيروت العربي والدولي للكتاب الـ57 في البيال، بدعوة من النادي الثقافي العربي ونقابة اتحاد الناشرين، في رعاية رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وحضوره الرئيس فؤاد السنيورة، والوزراء في حكومة تصريف الأعمال، غابي ليون، وليد الداعوق، غازي العريضي، حسان دياب وعدد من النواب وممثلي الدول العربية المشاركة ومهتمين.
المعرض المستمر الى الخميس 19 الجاري، لم يشهد كثافة حضور في يومه الاول، وامتلأت قاعاته بكتب لـ 210 دور نشر لبنانية و55 دار نشر عربية، ومشاركة دول عربية هي: المملكة العربية السعودية، الكويت، سلطنة عمان، ليبيا، العراق، لبنان وفلسطين. وتشارك اكثر من 14 مؤسسة ثقافية ومركز بحوث. وفي الافتتاح رحبت رئيسة اللجنة الثقافية في النادي نرمين الخنسا بالحضور وقالت: سبعةٌ وخمسون عاماً مشوارُ عمرٍ مجبولٍ بالجهد وبالارادةِ والاصرارِ والتصميم. ولو كان لبيروت لسانٌ لنطقت وشهدت وشكرت مَنْ أسس لها هذا المعْلمَ الثقافي الكبير.
وتحدث رئيس النادي الثقافي العربي فادي تميم عنه قائلا: لقد شكل نقطة جذب وطنية في العالم العربي وهو لطالما كانت وحدة لبنان ودوره الوطني والعربي هي خِيارُهُ، وهو لذلك كان ولا يزال ساعياً حتى يبقى لبنان وجه العروبة ولسانها ومنارتها في الفكر والابداع والثقافة والتألق.
وشكرت رئيسة اتحاد نقابة الناشرين سميرة عاصي امارة الشارقة التي ميزت لبنان باختياره ضيف شرف للسنة 2013، ووزير الثقافة غابي ليون الذي أعطى زخماً لهذه الظاهرة الثقافية في الشارقة ملمحة الى ان بعض الوزراء لا يؤدون دورهم، وقالت: نريد الدولة أن تولي اهتماماً أكبر بقطاع النشر الذي هو من القطاعات القليلة التي تعمل على إبراز صورة لبنان الحضارية. لكن هذا القطاع لم يلق من الدولة ما يستحق من رعاية أو تشريع.
ورحب الرئيس ميقاتي في كلمته بـالحضور العربي في معرض الكتاب، وعلى رأسه حضور المملكة العربية السعودية التي عودتّنا بسط يد الأخوة والخير والسلام.
وقال: ما المشاركة الكثيفة التي نشهدها في هذا الحدث، رغم الظروف الصعبة التي نمر بها، الا الدليل الساطع ان دور لبنان رائد، وأن حضن لبنان دافئ، وهو البلد الذي يفخر بحسن علاقاته مع كل أشقائه العرب من دون استثناء، يمد يديه لتتشابكا مع ايادي العلم والخير والعطاء.
وأضاف: ما عساي أقول عن أحوال الأمة وأحوال الوطن في لقاء جامع لكتاب وشعراء ومثقفين يصنعون الكتب ويقرأونها: إذا كان عضو في جسمنا العربي يشكو العلل فحتما كلنا لسنا بخير. فالنزاعات تتخذ أشكالا متعددة شديدة الدموية تدمر ما تم أعماره خلال عقود، ليس حجرا فحسب بل بشر وقناعات، ونحن نعيش اصعب ايام تاريخنا الحديث والأزمات تتوالد في كل مكان، وكلما سدت ثغرة فتحت ثغرات. الوضع العربي ما كان يوماً أضعف مما هو عليه اليوم، فلكل بلد مشكلاته التي تستنزف طاقاته والقضايا الاساسية باتت ثانوية والثانوية أساسية.
وقال: لا مفر من حوار على كل الصعد: حوار الأديان وحوار القوميات وحوار الأحزاب وحوار السلطات والمعارضات فالتنازلات مشرّفة اذا انعكست إيجاباً على الأوطان وعلى الناس، وهي تبقى الخيار الأرقى من القتل والتدمير والخراب، والذي بنتيجته يعود الجميع الى الحوار ولكن من موقع الخاسرين. نحن في لبنان لن نتخلى عن مسؤولياتنا التي فرضتها علينا ظروف البلد السياسية وظروف المنطقة المحيطة بنا ولن ندخر جهداً لترميم الهوة بين مختلف الأطراف، لأن النزاعات العبثية لا تنتج منتصراً ومهزوماً بل تفضي الى أوطان مهزومة برمتها . قدرنا ان نتأثر بكل ما يجري من حولنا وقدرتنا على التأثير ضعيفة، لكننا لن نوفر جهداً لاستنباط كل ما من شأنه ان يخفف الاحتقان والتوتر.
وفي الختام، قدم النادي جوائز رمزية لأفضل كتب اخراجاً، فكانت الجائزة الأولى الى كتاب جحا وشلته والثانية كتاب متل السكت. وعن كتب الأطفال، الجائزة الأولى أخواي مميزان والثانية لكتاب حكايات جحا.
وبعد الافتتاح والجولة على الاجنحة، انعقدت ندوة عن كتاب ميخائيل نعيمة وكمال جنبلاط، شاعران في معراج الصوفية للدكتورة ناتالي الخوري غريب، والصادر عن دار سائر المشرق. وشارك فيها إلى المؤلفة، رئيس رابطة أصدقاء كمال جنبلاط الوزير السابق عباس خلف، أستاذ المنهجيات والفلسفة الحديثة في قسم الفلسفة في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد شيّا، وقدّم للندوة وأدراها الأمين العام لاتحاد الكتّاب اللبنانيين الدكتور وجيه فانوس.