أنت هنا
الرفاعي توقع في (الدرويش) روايتها "ويزهر المطر أحياناً"
وسط حضور لافت من الأهل والمعنيين والإعلاميين والأصدقاء (الافتراضيين والحقيقيين)، وقّعت الروائية نيرمينة الرفاعي أول من أمس في محترف الدرويش (الرمال سابقاً) روايتها الأولى "ويزهر المطر أحياناً" الصادرة عن دار "الآن ناشرون وموزعون".
الرفاعي قدمت في الحفل ، شهادة إبداعية، فيما قدم الشاعر د. سلطان الزغول ورقة نقدية حملت عنوان "رواية "ويزهر المطر أحياناً" لنرمينة الرفاعي: رؤية أنثوية ناضجة للعالم". القاص جعفر العقيلي قدّم في الحفل مداخلة حول رؤى دار الآن ناشرون وموزعون، وتطلعاتها، وسياستها في النشر، ورغبتها في دعم الإبداعات الشبابية اللافتة الحاملة بذور المغايرة والاختلاف.
الرفاعي التي آثرت أن ترتجل شهادتها لحضور حفل توقيعها بشكل عفويّ تلقائي بلغة بسيطة ولهجة وسيطة، قالت إن كتاباتها ظلت بالنسبة لها وعلى امتداد سنين طويلة مجرد هواية، لم تكن تطلع عليها سوى الدائرة الأقرب من الأصدقاء. الرفاعي ذكرت أن فوز مخطوطها "نرجس" في مسابقة رابطة الكتاب الأردنيين للكتاب الشباب من غير أعضاء الرابطة، شكّل نقطة التحول بالنسبة لها، وأصبحت تنظر إلى كتاباتها بشكل أكثر جديّة ومسؤولية.
الرفاعي أوضحت أن "نرجس" كانت محاولتها الأولى للانتقال من القصص القصيرة والخواطر إلى عالم الرواية الرحب الفسيح. كما استعرضت لجمهور الحفل كيف تطورت المسائل بعد ذلك، كما لو أنها تلوّن كأساً زجاجية، وكيف التقت القاص جعفر العقيلي الذي شجعها على نشر باكورة كتاباتها الروائية بعد جملة من التعديلات والإجراءات التي تجلت ذروتها بتغيير اسم الرواية من "نرجس" إلى "ويزهر المطر أحياناً".
الرفاعي ختمت شهادتها بوصف الرواية أنها طفلها الأدبي الذي يحمل معه الكثير من الأمل والرغبة في الحياة.
الشاعر د. سلطان الزغول يرى في ورقته أن رواية الرفاعي تصوّر عوالم النساء وهمومهن، كاشفة كيف سيطر الحبيب الغائب على عالم بطلة الرواية الواقعي والخيالي.
الزغول يورد أن غياب الحبيب ترك، كما تكشف أحداث الرواية، شرخاً عميقاً في روحها ولم تستطع الحياة البرجوازية الباذخة التي وفرها لها زوجها أن تمحو آثاره.
الزغول يقول في ورقته إن سيطرة العالم النفسي لبطلة الرواية على كثير من التفاصيل لم تمنع من ظهور الإشارات التي بينت مكان الرواية: جبل عمان، وطبيعة الحياة فيه وطبيعة سكانه. كما لم تمنع تلك السيطرة الرواية من الإشارة إلى أحداث بعينها، مثل تداعيات "الربيع العربي" دون أن تتخذ الكاتبة موقفاً سياسياً مباشراً مما يمور حولها، مركزة على الآثار الاجتماعية والنفسية للعنف الذي تفجّر، خصوصاً على الأطفال والنساء.
الزغول يخلص إلى أن الرفاعي تخوض تجربة الكتابة بنجاح زاخر بالتفاصيل، وبلغة بسيطة قريبة إلى المتلقي العادي.
تقع "ويزهر المطر أحياناً"، الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" (2014)، في 124 صفحة من القطع المتوسط، وتدور أحداثها في عمّان، حيث بطلة الرواية "نرجس" هي امرأة متعلمة ميسورة الحال، تمارس عملها بنجاح، وفي الوقت نفسه هي مجرد امرأة عادية، تنتابها في نهاية يومها المخاوف والهواجس التي تنتاب العديد من نساء المجتمع.
تغوص الرواية في الجوانب النفسية للبطلة، وتسرد كيفية تعاملها مع ذكر الحبيب السابق الذي لم تستطع نسيانه، وتأقلمها مع وضعها الزوجي على الرغم من فشله، ومحاولاتها المتكررة للحمل والإنجاب، كما تتناول الرواية العلاقات الاجتماعية والزوجية للبطلة، ودورها في تشكيل حالتها النفسية.