أنت هنا
العتوم في روايته: (ذائقة الموت)؛ حينَ يكون العِشق وجها من وجوه الفناء في المَعشوق؛ في طبعتها الثانية
لا شيءَ يُفضي إلى الموت مثلُ العشق، ولا شيء يجعل الموت راحةً من عناءٍ لا يُحتمل وعذابٍ لا يُطاق غيرُ العشق كذلك. كلّ مَنْ فاته أن يكون عاشِقًا فاته أن يعرف معنى للحياة أو أن يجد لها طعمًا، وتحت عبارة: (العاشِقون أكثر النّاس تصالحًا مع النّفس حتّى ولو أدّى بهم ذلك إلى الفناء) تأتي رواية (العتوم): (ذائقة الموت) في طبعة جديدة؛ حيث تصدر الطّبعة الثّانية من رواية: (ذائقة الموت)، بعد أن نفدت الطّبعة الأولى في شهر. والرّواية الّتي تُصدِرها المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر؛ ويقول مدير الدّار الأستاذ ماهر كيّالي عن الرّواية في طَبعتَيها هذه: "إنها أسرع رواية عربيّة تنفد من الأسواق خلال تاريخ المؤسّسة".
تروي (ذائقة الموت) قصّة بطلها (واثق) في ثلاث مراحل، المرحلة الأولى هي مرحلة القرية، والثّانية مرحلة الجامعة والمدينة، والثّالثة هي مرحلة السّجن والموت. في الأولى يتعلّم البطل أبجديّات عشق الأرض والتّراب، ويتعلّم من أبيه كيف يواجه المرء أشدّ الأمور إفزاعًا وإخافةً بقلبٍ من حديد، تعلّم من أبيه حِرفة الصّيد، وكان الصّيد للفكرة والهدف عند البطل هي حرفته حينَ انتقل إلى المرحلة الثّانية. في مرحلة الجامعة يُصبح البطل شخصيّة مؤثّرة ويلتفّ حولها و حول ما يحمله من فكرةٍ عددٌ كبيرٌ من طلاّب الجامعة، حين ذاك يتحوّل البطل إلى قائد جماهيريّ ينظّم المظاهرات والمسيرات المُندّدة بالعدوان الأمريكي والصّهيونيّ على البلاد العربيّة، فيؤدّي به ذلك إلى السّجن. في السّجن وهي المرحلة الثّالثة يتعرّض لتجارب وخِبرات عديدة، بعضُها يزعزع قدرته على الصّمود والثّبات فيلجأ إلى حبيبته الّتي تظلّ شعلته الهادية في جحيم السّجن، غير أنّ هذه الشّعلة تنطفئ في المرحلة الأشدّ حُلكةً فتموت بالسّرطان. بعد خروج البطل من السّجن يفقد كلّ شيءٍ يُمكن أن يشدّه إلى الحياة، ويحلم بأن يلحق برفيقة قلبه، فيولّي جِهةَ الكهف، وهناك يأتيه الموتُ طائِعًا، ويُصلّي على جسده الطّاهر النورانيُّ الأعظم.
قصّة البطل (واثق) توزّعت على هذه المراحل الثلاث في (25) فصلاً، بدأ الفصل الأوّل بعنوان: (في البدء كانت الرّؤيا)، واختتمت الفصول بعنوان: (كما بدأنا أوّل خلقٍ نُعيده).
بعد روايتَيه الأولى: (يا صاحبي السّجن) والثانية (يسمعون حسيسها) تأتي رواية (ذائقة الموت) الثّالثة للعتوم، وهي في طبعتها الثّانية هذه تضمّ بين دفّتيها (416) صفحة. وتصدُر في طبعةٍ أنيقةٍ تصدّر غلافَها الأماميّ لوحةٌ تُظهر إنسانًا يرحّب فيها بالموت أو بالمجهول ويواجه مصيره بكلّ رضا، وعلى غلافها الخلفيّ ظهرتْ الأعمال الأخرى للشّاعر والرّوائيّ (العتوم). ومن الجدير بالذّكر أنّ العتوم صدر له ثلاث مجموعات شعريّة، هي: (نبوءات الجائعين)، و(قلبي عليك حبيبتي)، و(خذني إلى المسجد الأقصى).
تجدر الإشارة إلى أن مؤلفات د. أيمن العتوم الروائية والشعرية متوفرة متوفرة الآن في جناح R16 في القاعة الثالثة بمعرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يستمر لغاية 16/11/2013 .