الفنانة التشكيلية المغربية نجاة الباز: أعمالي عبارة عن قصائد لونية تتمحور حول المرأة

من الطاهر الطويل: تحت عنوان ‘لوحات فنية مميزة بريشة أمازيغية’، احتضنت دار الثقافة الفقيه المنوني بمدينة مكناس مؤخرا معرضا تشكيليا للفنانة نجاة الباز، وذلك على هامش الندوة الدولية التي نظمتها جمعية الريف للتضامن والتنمية ومركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم تحت عنوان ‘السنة الأمازيغية: التاريخ والدلالات’. 
تشير الفنانة نجاة الباز إلى أن علاقتها بالفن التشكيلي بدأت منذ طفولتها عندما كان عمرها ثلاث سنوات، حيث كانت والدتها أول من بدأ بملاحظة اهتمامها بالرسم. وتضيف قائلة: ‘مع مرور الأعوام، تولد عندي شغف برسم الواقع، خاصة وأن مسقط رأسي مدينة مكناس عبارة عن لوحة زيتية مدينة عريقة، وتتوفر على مآثر غنية بالثقافة والحضارة وبالهندسة المعمارية، وهو ما أكسبني عشق وحب كل ألوان التراث وروحه التي تتجسد بوضوح في الزوايا المختلفة والمآثر والأزقة والأسواق’.
وتستطرد: ‘أحاول أن أعبر عن نفسي من خلال التراث المغربي، فالمغرب لديها تراث ثقافي غني ومتنوع، وكل منطقة لها خصائصها المتفردة بها، ذلك أن الفنان يتأثر بمحيطه وبالمعيش اليومي. 
ومن جانبي، أحاول أن أخدم تراث وطني وحضارته عبر لوحاتي الفنية التي تمرر رسائل وطني نحو العالم بأسره. وبذلك أكون سفيرة لهذا التراث. الفن بالنسبة إلي رسالة وإحساس، والفنان التشكيلي الذي لا يحس لا يمكنه أن يبدع فنا يحس به الآخرون.
لرسم جزء من حياتي وتكويني، وعلاقتي به علاقة حب وعشق كبير ينمو مع كل لوحة أرسمها، لدرجة أنني أرفض بيع بعض لوحاتي بشكل قاطع بحكم قوة ارتباطي بها، من الصعب تفسير هذا الشعور الذي وجدناه عند كبار الفنانين؛ فـ’بيكاسو’ مثلا كانت لديه بعض اللوحات التي لم يبعها وهي موجودة حتى الآن. لقد علمني الرسم أن أضع كل مشاعري في اللوحة التي أمامي، وأن أفجر فيها كل الحب وكل ما هو كامن في داخلي. وعلاقتي بالفن هي علاقة الرئتين بالأكسجين.’ 
‘اللوحة بالنسبة لي ـ تقول نجاة الباز ـ عبارة عن قصيدة، عن كتاب. وأعمالي مجموعة من قصائد لونية. الفن نافذتي للتعبير عن كل ما يخالجني، وأيضا عن كل ما يحيط بي وعن المجتمع والمرأة بشكل خاص، هذه المرأة التي أعتبرها مخلوقا غير عادي ويستحق كل الاحترام. فجل أعمالي تتناول موضوع المرأة وتحمل رسالة هامة أحاول إيصالها عن المرأة بشكل عام وليس عن المرأة المغربية فقط، مفادها أن هذه الأخيرة استطاعت خلال السنين الأخيرة أن تتبوأ مكانة مرموقة في مجتمعها بفضل نضالها وعملها وتحديها ومثابرتها وجدارتها.’
وتختم نجاة حديثها بالقول: ‘لقد برزتُ من خلال الفن التشكيلي الراقي ومن خلال العديد من المشاركات داخل المغرب وخارجه، حيث فزت بالعديد من الجوائز، كانت آخرها جائزة معرض في المهرجان المتوسطي الذي نظمته جمعية اريد بمدينة الحسيمة، بالإضافة إلى جائزتين أخريين حصلت عليهما في باريس وواشنطن.’