أنت هنا

الكتب الإلكترونية.. وسيلة لنشر القراءة في إفريقيا

الكتب الإلكترونية.. وسيلة لنشر القراءة في إفريقيا

على الرغم من احتفاظ الكتب التقليدية بدورها وأثرها العميق في القراء وفي صناعة النشر، يجري الحديث في الدول الغربية عن عصر ما بعد الكتب المطبوعة ضمن الاتجاه إلى النشر الرقمي، وفي الوقت نفسه يجري حديث آخر في الدول النامية وقارة إفريقيا عن غياب الكتب المطبوعة، لكن على نحوٍ مختلف، وضمن عصر «ما قبل الكتاب».
ويرجع ذلك أساساً إلى ارتفاع معدلات الأمية والفقر والفساد، لكن البعض يرى أنه يمكن لقارة إفريقيا، وربما دول أخرى خارجها، أن تدخل هي الأخرى إلى مرحلة ما بعد الكتاب الورقي، وأن يُسهِم الانتشار الواسع للإنترنت والهواتف الذكية في نشر القراءة عبر الكتب الإلكترونية.
ويأتي ذلك بسبب الارتفاع الكبير في استخدام الإنترنت في إفريقيا؛ إذ تصاعد استخدامه بنسبة 3606% مقارنة مع مطلع الألفية الثالثة، في حين بلغت نسبة الزيادة على مستوى العالم 566% فقط، ويتصل حالياً أكثر من 160 مليون شخص في إفريقيا بالإنترنت، أكثرهم من خلال الهواتف المحمولة.
ويُبشر ذلك ببداية عهد واعد لقطاع النشر الإلكتروني في قارة إفريقيا، وهو ما يمكن ملاحظة بعض علاماته في نيجيريا، أكبر دول القارة سكاناً بتعداد يصل إلى نحو 170 مليون نسمة، يتصل أكثر من ربعهم بالإنترنت بحسب تقرير التنمية البشرية للعام الجاري.
ويرى جيريمي ويتي، أحد القائمين على دار نشر «كاسافا ريببلك» في العاصمة النيجيرية، أبوجا، خطأ تجاهل أثر الهواتف الذكية على صناعة النشر. وقال ضمن تقرير نشره موقع «بي بي سي»، إن «انتشار الهواتف الذكية عبر إفريقيا جنباً إلى جنب مع اندفاع حتمي نحو التجارة الإلكترونية، يعني أننا سنكون حمقى إذا ما تجاهلنا ما سيحدث للنشر في إفريقيا».
ومن المقرر أن تطرح «كاسافا ريببلك» في وقتٍ لاحقٍ من العام الجاري سلسلتين قصصيتين محليتين، إحداهما رومانسية وأخرى تتناول الجرائم، مع التركيز على جمهور القراءة الإلكترونية، كما طرحت من قبل كتاباً واقعياً تناول التاريخ العسكري الحديث لنيجيريا في إصدار رقمي، وآخر مطبوع.
واعتبر «ويتي» أن التحول إلى الكتب الإلكترونية يُعالج بعضاً من أهم التحديات المتعلقة بالكتب المطبوعة، مشيراً إلى أنه من العسير في نيجيريا توفير طابعة تُقدم خدمات يُعتمد عليها، وكذلك توفير خامات الأوراق المتنوعة، ثم ضمان جودة المنتج، وهو ما يختلف في حالة النشر الإلكتروني.
كما تمثل دار «كاشيفو» المستقلة نموذجاً آخر لدور النشر الحريصة على مسار نشر الكتب إلكترونياً، وكانت الدار التي تتخذ من مدينة لاغوس مقراً لها أول من أطلقت النسخة الإلكترونية من إحدى الروايات قبل نسختها المطبوعة.
وفضلاً عن دور النشر المستقلة، تهتم منظمة «وورلد ريدر» بنشر القراءة عبر الوسائط الإلكترونية في دول أفريقيا وغيرها من الدول النامية، وتعمل المنظمة غير الهادفة للربح ضمن إطار «مساعدة العالم النامي على تجاوز الكتب الورقية». ولأجل هذا الغرض، تُوزع أجهزة القراءة الإلكترونية مجاناً على الطلاب في الفصول الدراسية وخارجها لإتاحة القراءة لآلاف الشباب عبر القارة السمراء.
ونجحت «وورلد ريدر»، التي تأسست عام 2010، لغاية الآن في توزيع ما يزيد على 721 ألف قارئ إلكتروني، والوصول إلى نحو 13 ألف طفل في تسعة بلدان إفريقية، وتستهدف إتاحة القراءة الإلكترونية لمليون شاب بحلول عام 2015.
وتواجه منظمة «وورلد ريدر»، التي تتوزع مقراتها بين الولايات المتحدة وإسبانيا وكينيا وغانا، انتقادات أهمها ممارستها للهيمنة الثقافية عبر محتوى مُعد مُسبقاً، بما يشبه دور الناشرين الأوروبيين الذين أتوا إلى إفريقيا في منتصف القرن الـ19 الميلادي، وعملوا على نشر النصوص الدينية المسيحية والتعليم الغربي.
من جانبها، تسعى «وورلد ريدر» عبر مراعاة الفروق الثقافية ونشر أعمال كتاب محليين، إلى بيان أن مثل هذه الاتهامات لا أساس لها، كما تتعاون مع ناشرين في إفريقيا، وتتيح الكتب باللغات المحلية، ومن ذلك نشرها نسخة مطبوعة وأخرى ضمن مشروعها الإلكتروني للقصة الفائزة بجائزة «كين» للكتابة الإفريقية، وأيضاً للقصص الواردة في القائمة القصيرة للجائزة التي تُمنح سنوياً لأدباء أفارقة.
وقالت المسؤولة الإدارية في جائزة «كين»، ليزي أتري، إن شراكة الجائزة مع منظمة «وورلد ريدر» تتيح فرصة كبيرة للفائزين لمشاركة قصصهم مع الطلاب في قارة إفريقيا.
ولايزال يتطلب نشر أجهزة القراءة الإلكترونية على نطاقٍ واسع عبر إفريقيا مجهودات كبيرة، ولذلك تبقى الهواتف الذكية حلاً أقرب إلى الواقع مع الانتشار المتزايد لها.
وقال جيريمي ويتي، من دار «كاسافا ريببلك» النيجيرية، إن العديد من الشباب في إفريقيا يستريحون للقراءة على أجهزتهم المحمولة.
وإضافة إلى الدور المحتمل للهواتف والأجهزة المحمولة في تحسين مستويات محو الأمية والقراءة بين الشباب في إفريقيا، يساعد النشر الذاتي العديد من المؤلفين بتخفيضه لمعظم التكاليف، وتُتيح منصات التمويل الجماعي للكتب لهم، أياً كان موقعها، تمويل أعمالهم وإخراجها إلى النور.
واعتبرت نائبة رئيس موقع «ببسلش» للتمويل الجماعي للكتب، أماندا باربرا، أن النشر الرقمي يُحقق الفائدة لجميع الأطراف؛ إذ تعد أرخص كثيراً بالنسبة للناشر، في ما يرى الكُتاب في النشر الرقمي طريقة سهلة للنشر، فضلاً عن أنه يوفر للمستهلكين سهولة وسرعة الوصول إلى الكتب التي يحبونها.
ومع الإقرار بحاجة إفريقيا إلى الكثير مع افتقار مساحات واسعة إلى المياه النظيفة والكهرباء، فضلاً عن الحروب وانتشار الأمية والفقر والمرض، فإن الأمل ممكن في أن يسهم ازدهار الإنترنت في نشر القراءة وتحسين مستوى التعليم في القارة السمراء الواعدة.

الناشر: 
eKtab

أخر الأخبار

يسرقون الصيف من صندوق الملابس نزار أبو ناصر

يسرقون الصيف من صندوق الملابس

نزار أبو ناصر

 

صدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2021 ديوان " يسرقون الصيف من صندوق الملابس" للشاعر نزار أبو ناصر.

 منذ أعماله الأولى والشاعر نزار أبوناصر يطرق باب...

تاريخ فلسطين الحديث د. عبد الوهاب الكيالي

تاريخ فلسطين الحديث

د. عبد الوهاب الكيالي

 

صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2021 كتاب " تاريخ فلسطين الحديث" - تأليف د. عبد الوهاب الكيالي . هذه هي الطبعة الثانية عشرة من الدراسة الجادة والشاملة لتاريخ فلسطين...

لأول مرة كتب عربية وانجليزية رقمية في مكان واحد وفي مكتبة واحدة متاحة للجميع

تعلن شركة ektab عن توفيرها 70,000 كتاب باللغة الانجليزية لمستخدميها مجاناً عبر موقعها الالكتروني www.ektab.com

اطلقت شركة  “اي كتاب” 70,000 عنوانا باللغة الانجليزية من شتى...