أنت هنا
المطوع يحلل في الربيع الأسود دوافع الثورة العربية
يرى الكاتب الإماراتي عبد العزيز خليل المطوع، في كتابه الربيع الأسود ثورة أم ظاهرة أم فصل من فصول تجفيف الأمة، أن الولايات المتحدة الأميركية أطلقت سراح أجندتها الشرق أوسطية الجديدة تحت مسمى الفوضى الخلاقة، الفوضى المنظمة بعد انقشاع سحبات من دخان الحرب الأميركية على العراق.
ويوضح المؤلف في الكتاب الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات قائلا: واكب هذا الانطلاق الجريء تسريبات معلوماتية من مصادر غير رسمية أو مقربة من الرسمية، تتحدث عن خارطة جديدة ودراماتيكية للشرق الأوسط المعذب، منذ خريطته الكاريكاتيرية المحنطة طبقا للوصفة البريطانية الفرنسية التي بدأ مفعولها بسقوط دولة الخلافة العثمانية عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى.
ويشير المؤلف إلى ما قام به الشاب التونسي محمد البوعزيزي في17 ديسمبر (كانون الأول) العام 2010، بإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية لعربة كان يبيع عليها الخضار، فكانت تلك الشرارة التي أشعلت ثورة شعبية عارمة، أطاحت بواحد من أعتى طغاة العصر الحديث، زين العابدين بن علي الذي حكم البلاد بقبضةٍ حديدية طيلة 23 عاما.
ويعتبر المطوع أن هذا السقوط المفاجئ لم تصنعه الإرادة الشعبية الباهتة والهيجان الشعبي الخجول وغير المنظم وغير المقنع وحدهما، بل كان الموقف والقرار السياسي الأميركي والأوروبي المؤازر للجماهير التي أقامت طقوس تلك المظاهر التظاهرية، عاملين شديدي المساعدة في إعطاء إشارة الإجازة للتغيير، فانتقل حراس النظام الأمناء الأخلاء بطريقة أوتوماتيكية إلى الجهة المقابلة.
وأضاف المؤلف: كانت ابتداء لعهد سياسي جديد غامض، وبين عشية وضحاها، وكما خططت أميركا وتوقعت، تناست الجماهير العربية ملامح الوحش الأميركي المتعجرف الدموي البغيض الذي كان وما يزال واقفا في الخندق الإسرائيلي بدعمه اللامحدود سياسيا وعسكريا واقتصاديا وفيتويا، وتناست ملامح الوحش الذي أباد مئات الآلاف من العراقيين والأفغان والصوماليين.
ورأى المطوع أنه بقليل من البهلوانية السياسية والإعلامية أصبحت أميركيا بالنسبة للجماهير المغيبة عن الوعي والمثقوبة الذاكرة، المنقذة ونصيرة الشعوب المغلوبة على أمرها.
وبين المؤلف أنه بضربة واحدة، تمكنت أميركا من وضع إجابة مدهشة ومنطقية ومقبولة ومقنعة لأكثر الأسئلة والألغاز صعوبة، ووضع مسلسل الفوضى الخلاقة، أو مسلسل الربيع العربي، وهما اسمان لشيء واحد، حبل الثورة على الجرار، وبدأت السقوطات المدوية تتوالى.