أنت هنا
النابلسي والصراع الطبقي في بلاد الشام
أصدرت المؤسسة العربية للدراسات والنشر، كتاباً جديداً بعنوان: الصراع الطبقي في بلاد الشام، للكاتب الأردني شاكر النابلسي. وبلاد الشام هي: سوريا، لبنان، فلسطين، والأردن. وهذا الكتاب الـ65 للنابلسي، وجاء في 415 صفحة، يتضمن خمسة فصول إضافة إلى مقدمة طويلة تحليلية وتاريخية.
وفي الفصل الأول، يقوم النابلسي بالحديث عن الطبقة وتعريفها، وصعوبة هذا التعريف للطبقة، ثم يتحدث عن الحركات الاجتماعية في العالم العربي، والشكل الأساس للنشاط الاجتماعي، ويستعرض تاريخ الصراع الطبقي، والمادية الجدلية، ويتحدث عن الحداثة و«شخصانية المعرفة»، وعن الصراع الطبقي الشامي، وعن مفهوم الصراع الطبقي. ويتناول الصراع الطبقي والاستغلال، والإنتاج والصراع الطبقي، ويستعرض وضع القبلية في بلاد الشام، ومسؤولية الثروة الإضافية، ويتحدث عن أسباب الصراع الطبقي وشروطه ونتائجه. وفي الفصل الثاني، يتناول أسباب انحطاط الزراعة في بلاد الشام في العهد العثماني، وكيف جدد الفلاحون الصراع الطبقي، وأثر التناقضات الاقتصادية في الصراع الطبقي، ويستعرض نتاج أهم مفكري وفلاسفة الصراع الطبقي في التاريخ الإنساني، ككارل ماركس، وفريفريدو باريتو، ولويس كوسر، ورالف داهرندوف، وانطونيو غرامشي. ويقدم النابلسي في الفصل الثالث لمحات عن بلاد الشام، ويشرح دوافع الغزو المغولي لبلاد الشام، ودوافع العثمانيين والصليبيين. ثم يقوم بالتحليل الاجتماعي والنفسي لمواطني بلاد الشام، وينتهي إلى حقيقة تاريخية مؤكدة، وهي أن الفلاحين هم الغالبية العظمى.
وبما أن المماليك حكموا بلاد الشام مدة طويلة، شرح تقسيم المماليك الإداري لبلاد الشام، وفعل كذلك مع العهد العثماني، الذي حكم بلاد الشام مدة أربعة قرون (1517-1918م). ثم بدأ يكشف عن بذور الصراع الطبقي في بلاد الشام، وعوامل هذا الصراع.
ويستعرض المؤلف في الفصل الرابع صراع الأقليات في المجتمعات المعقدة، وخصوصية التكوينات الاجتماعية، ودخول المشرق العربي في الصراع الطبقي، ثم كشف عن طبقات المجتمع الشامي، وتتبع مصادر الصراع في بلاد الشام، وأبرز أدوات هذا الصراع، وقدم نماذجاً من المتصارعين وتوقَّف عند دور الطائفية اللبنانية والطبقة الوسطى والمؤسسة الدينية في الصراع الطبقي. ثم انتقل إالى دور المماليك والعثمانيين والمصريين (1831-1840م) في الصراع الطبقي، ودور الاستعمارين البريطاني والفرنسي، ثم دور الاقتصاد والثقافة والبرجوازية في الصراع الطبقي.
وفي الفصل الخامس والأخير، يقوم النابلسي بتفصيل الصراع الطبقي الشامي المعاصر في بلاد الشام(سوريا، ولبنان وفلسطين والأردن) تفصيلاً تحليلياً تاريخياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً.
وهناك ملحق في الكتاب عن «الإسلام والصراع الطبقي»، كما أن هناك عرضاً قدّمه المؤلف لكتاب رايموت رايش (النشاط الجنسي وصراع الطبقات)، وأهدى النابلسي كتابه للبرجوازية الشامية الرثّة، التي كانت تقف وراء الكوارث والمصائب، التي نزلت ببلاد الشام في القرنين الـ19 والـ20.