بن سعد يوقّع كتابه "زوبعة في فنجان" في معرض الشارقة للكتاب

بن سعد يوقّع كتابه "زوبعة في فنجان" في معرض الشارقة للكتاب

وقّع الكاتب والباحث سعود بن سعد كتابه "زوبعة في فنجان.. تأمُّلات في العلاقات الإنسانية والذكاء العاطفي" في ركن التواقيع بمعرض الشارقة الدولي للكتاب.

يشير عنوان الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون"بعمّان، إلى أن معظم المشكلات التي تواجه الإنسان في حياته يكون حلُّها بسيطاً لو أنه منحَ نفسه فرصة للتأمل والتفكير بهدوء وعقلانية، تماماً كما هي حال البخار الذي يتصاعد من فوهة الفنجان، إذ يزول بسرعة ولا يترك أثراً.. رغم ذلك يصرّ العديد من الناس على تضخيم الأمور الصغيرة وإعطائها حجماً أكبر بكثير مما هي عليه في الواقع، مما يتسبب في حدوث أزمات كبيرة وحادة، تبدأ بالتشابك والتضخم حتى يصبح حلُّها بعيد المنال.

من هنا، يؤكد الكتاب على أهمية اتباع أساليب معينة يمكن أن تحقق للإنسان النجاح في علاقاته المختلفة، سواء بنفسه عبر تحقق التوازن الداخلي والتصالح مع الذات، أو بمن حوله عبر تحقيق القبول الاجتماعي. وهو يركز على أهمية خلق علاقات إنسانية مستقرة وحياة أسرية تنعم بالرفاء والاستقرار، بوصف الأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع وتحقيق السعادة والنجاح للفرد في حياته.

كذلك، يؤشر الكتاب على قيمة الذكاء العاطفي بوصفه الاستخدام الذكي للعواطف؛ فالإنسان يمكن أن يتحكم في عواطفه ويضبطها بما فيه مصلحته ومصلحة الآخرين في محيطه، وهو بذلك يعمل على ترشيد سلوكه ونمط تفكيره بطرق متعددة تجعل من شخصيته ناجحة ومؤثرة وبنّاءة.

ويستعرض الكتاب جملة من الفوائد التي تتحقق من خلال التأمل والذكاء العاطفي، ومنها تعرُّف الإنسان على نفسه ودواخله، وتلمُّس مواضع الضعف فيها لتجنّبها، ومواضع القوة لتنميتها. كما يرشده الكتاب إلى كيفية السيطرة على انفعالاته ومشاعره التي قد تقوده للتهلكة، وكيفية تطوير سلوكه بما يجعله إيجابياً وفاعلاً.

كذلك فإن هناك علاقة وثيقة بين الذكاء العاطفي والصحة النفسية؛ فالأذكياء عاطفياً هم أكثر قدرة على التعامل مع ضغوطات الحياة المختلفة، وعلى حلّ ما يواجههم من مشكلات وتحديات، وهم يمتلكون صفات الإصرار والمثابرة، كما يعدّ الذكاء العاطفي أحد أهم العوامل الني تساعد في استقرار الحياة الأسرية من خلال إجادة التعبير عن المشاعر وتفهم مشاعر الطرف الآخر ورعايتها.

يطرح الكتاب جملة من المهارات التي تزود الإنسان بالقدرة على قراءة الآخرين وبالتالي التعامل معهم من منطلق التفهم والتقبل للشخصيات على اختلافها وتنوعها، إذ لكل إنسان مميزاته وعيوبه، وطريقة معينة للتأثير فيه وتغييره نحو الأفضل، والإنسان بتفهمه وتقبله للآخرين يكون أكثر قدرة على معرفة نقاط الضعف لديهم وبالتالي امتلاك مفاتيح التغيير في شخصياتهم.

تتنوع موضوعات الكتاب الذي صيغ بأسلوب أدبي ومعرفي مشوّق، وقد اختار الكاتب عبارات دالّة ومؤثرة يمكن للقارئ تلمُّس أثرها في نفسه، وهي تدعو للتغير والانفتاح بإيجابية على الحياة، ومن هذه العبارات: "اجْعَلْ حياتَكَ مِرآتَكَ لتطوير ذاتِك"، "الخلافُ يَقودُ إلى نتائجَ سلبيّة، واختلافُنا يرتقي بنا حضارياً"، "من البديهيّ أنْ نختلف، فباختلافِنا يتحقّق التكامُلُ الإنسانيّ"، "نباهةُ العقلِ تفتحُ أمامَكَ آفاقَ الحياة"، "لا تترك غمامةَ الغضب تحجبُ نورَ العقل"، "اقتربْ من المجادلة قَدْرَ ابتعادِكَ عن الجدال"، "العلاقاتُ الطّيبةُ مع الآخرين وصفةٌ سحريّة لإنهاء الزّوابع"، "الإنصاتُ مهارةٌ لا يُتْقِنُها سوى الحليم"، "مرآتُكَ تكشفُ عيوبَكَ، فانظُرْ فيها"، "هدوءُ الفِكْرِ لا يعني ذبولَهُ، وسُكون القلبِ لا يعني خمولَهُ"، "بالأمسِ كانتْ لأحدِهِم، واليوم صارتْ لأحدِهِم، وفي النّهاية ليستْ لأحَد"، "إيجابيّتك في الحياة هي سبيلُك للطمأنينة وسلامِ الروح"، "لا تُسلّم نفسَك لليأس، فالأهداف السّامية تحتاجُ العزيمةَ لتَتَحقَّق"، "انظُرْ إلى الحياةِ على أنّها (مغامرةٌ لطيفة" كي تعيشَها بسعادة"، "تَضَخُّمُ الذّاتِ يجعلُكَ كالفقاعة الملأى بالهواء" الحزنُ يجعلُكَ تعرفُ معنى السّعادة، والخطأُ يهديكَ إلى الصّواب"، "فهْمُ نفسيّة المُراهق مفتاحٌ لمساعدته في بناء شخصيّته"، "الوقتُ من ذهَب، فلنستثْمِرهُ لتطوير قدراتنا"، "كرةُ الثلج تبدأُ صغيرةً.. إنْ تركْتَها ذابَتْ، وإن دحْرَجْتَها تضخّمتْ".

هذا الكتاب، بلغته الرشيقة وصياغته الأدبية الجميلة التي تشد القارئ وتجعله يتفاعل مع الأفكار المطروحة، إضافةٌ نوعية للمكتبة الاجتماعية العربية، بخاصة في ما يتعلق بنصح الشباب والفتيات في مقتبل العمر ليكونوا على قدر من المسؤولية وليمتلكوا طرائق التفكير العقلاني الذي يساعدهم في مواجهة تحديات العصر الذي يعيشونه بقوة واقتدار.

وابتغاء لتحقيق الفائدة الأكبر من الكتاب، فقد تم إنجاز نسخة مسموعة منه على قرص مدمج، بأسلوب إذاعي جذّاب، ليتمكن المتلقي من سماعه أينما كان، وبالتالي يحقق له الفائدة المرجوة.

يُذكر أن الكاتب والباحث سعود بن سعد سبق أن أصدر كتابين هما "النظرة القاصرة" و"البيت المفقود".