أنت هنا
بيجامة حمراء بدانتيلا بيضاء.. حب مختلف
حين نقرأ كتاباً جيداً يمنحنا المتعة والدهشة فإننا في الوقت نفسه نرثي لحال الكاتب ونتساءل: كيف سيتمكن من كتابة الأفضل. هذا السؤال تردد في ذهني وأنا اقرأ قبل سنوات لنزار عبد الستار قصة أبونا التي افتتح بها مجموعته القصصية رائحة السينما. وإذا كانت شكوكي وقتها قد ولدت مع القصة الأولى فأنني بعد قراءة القصة الأخيرة قبل أن يذهب إلى مصيره راهنت بثقة على ان نزار عبد الستار لن يتمكن أبداً من تجاوز ما انتهى اليه في هذا الكتاب.
الأمر نفسه حدث مؤخراً حين قرأت القصة الأولى في مجموعة نزار عبد الستار بيجامة حمراء بدانتيلا بيضاء الصادرة ببيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر فقصة توليب أبيض أشبه ما تكون بنظرية صوفية تدعو إلى تبجيل الحب من دون الاكتراث بالمنطق العقلي. لقد نجح المهاجر العائد الى الوطن بثلاث زهرات توليب في نشر الحب بقلوب شخصيات محطمة لا تمتلك المعايير الاخلاقية السليمة. ونجح أيضاً في جعل حبيبته المفقودة نردين تتحول إلى رمز كبير يكتسب درجة قطعية بالتقديس. ان ميزة نزار عبد الستار تتجلى في قدرته على صناعة نص يوظف كلياً لثيمة جمالية وهو يمتلك مهارة اقناع عالية ويتفرد بلغة مختزلة تتكثف فيها الصور الشعرية في بناء فانتازي وبتكنيك فعال.