أنت هنا

رواية أرض الغياب... عزيزة الطائي

رواية أرض الغياب... عزيزة الطائي

حين تنتهي من قراءة رواية أرض الغياب الصادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع- عمان والجمعية العمانية للكتاب والأدباء، ستجد نفسك بمواجهة سلسلة من الالتباسات والأسئلة عن ماهية هذه الرواية المراوغة! هل هي سيرة ذاتية، أو سيرة ثقافية، أو سيرة فكرية، أو رواية سيرة، أو رواية ثقافية، أو بحث توثيقي، أو تحقيق إعلامي أو تقرير صحفي أو شهادات أو مذكرات.... الخ
وحين تكاد تستريح لواحد من هذه التصنيفات كأن تعتبره سيرة مثلا، تجد على الفور ما ينقضه، لأن السيرة ما استقر عليه التعريف الذي أطلقه الفرنسي فيليب لوجون" حكي إستعاري نثري يقوم به شخص واقعي عن وجوده الخاص، وذلك عندما يركز على حياته الفردية، وعلى تاريخ شخصيته بصفة خاصة" فلا تجد سوى القليل... ذلك أن رواية عزيزة الطائي فيها من العام أكثر بكثير من الخاص، ونقرأ مقطع سردي من روايتها" بدت في عيونهم وعيوننا كجوهرة مضاءة، كلّ شيء فيها توهج من إنشاء وعمران، إلَّا أنَّ تلك القلاع والحصون باختراقها الرحاب ما زالت تحكي قصة عراقتها."ص92
لقد رأت الكاتبة أن استخدام أكبر عدد ممكن من الصور في المجتمع العماني، وتركيبها بطريقة ما، تعطي صورة أكثر تعبيرا عن الواقع الموضوعي الذي تتناوله، وربما هذا هو ما جعلها تبتعد عن البطولة بالمعنى التقليدي السائد.. فعلى رغم التركيز على الغياب في بعض شخصياتها التي تعيش في الرواية، إلا أننا لا نستطيع استكمال المشهد الروائي دون الأم والأخ، فالبطولة هنا ليست لشخص، بل لمجتمع كامل.. لوقائع غريبة ساخرة، ملبدة بالأسى والحزن. ولأن واقع المعاناة يؤدي إلى إرباك حقيقي في المجتمع العماني، فإن الكاتبة لا تنسى هذه الحال في التقنية الروائية التي تبدو منسجمة تماما مع هذا الواقع. فثمة انتقال سريع بين المشاهد الروائية، وثمة قطع سينمائي وحراك مسرحي. أي أن هنالك مواءمة فنية كثيرا ما يتم تجاهلها في أعمال روائية أخرى.
نستطيع القول أن عزيزة الطائي تدعونا للقول... علينا عدم نسيان أن المستقبل هو الأهم، لا بد أن يجد المرء بعض الأمور كي ينتسب إليها، وتسرد الطائي تلك الصورة الإنسانية: " كيف لم ألتقِ به؟ وكيف لا أدركه؟ ومواقفه أدركتها، وسمعتها من والدك، وعمك -يرحمهما الله - وهذا الخبر سيسر خالك (سعيد)، أما عمك (عامر)، فقد التقى به مراراً.. قبل أن يرحل لـ"أول"، فهما يعرفان عنه الكثير، بحكم التعامل الوثيق معه."ص117
قد يبدو مفارقا لطريقة التحليل التقليدي أن نقول إن تلك المادة الأولية لعجينة قائمة في اللاشعور، لا شعور الكاتبة، إنها المادة التي تصاغ منها صورة الماضي الرمزية التي يتسامى بها طموح الشخصيات الروائية التي تدافع عن تاريخها.
إنك في هذا المنجز الإبداعي المتخم بثقافة الفقد إزاء ذاكرة مشروخة أثقلتها شظايا الفقد، وهي تبصر عيانا مناخات العبث القاتل التي تعصف بحياة الإنسان ومصيره فكانت أرض الغياب رواية الإنسان المفقود في أرض الفردوس.

الناشر: 
eKtab

أخر الأخبار

يسرقون الصيف من صندوق الملابس نزار أبو ناصر

يسرقون الصيف من صندوق الملابس

نزار أبو ناصر

 

صدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2021 ديوان " يسرقون الصيف من صندوق الملابس" للشاعر نزار أبو ناصر.

 منذ أعماله الأولى والشاعر نزار أبوناصر يطرق باب...

تاريخ فلسطين الحديث د. عبد الوهاب الكيالي

تاريخ فلسطين الحديث

د. عبد الوهاب الكيالي

 

صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2021 كتاب " تاريخ فلسطين الحديث" - تأليف د. عبد الوهاب الكيالي . هذه هي الطبعة الثانية عشرة من الدراسة الجادة والشاملة لتاريخ فلسطين...

لأول مرة كتب عربية وانجليزية رقمية في مكان واحد وفي مكتبة واحدة متاحة للجميع

تعلن شركة ektab عن توفيرها 70,000 كتاب باللغة الانجليزية لمستخدميها مجاناً عبر موقعها الالكتروني www.ektab.com

اطلقت شركة  “اي كتاب” 70,000 عنوانا باللغة الانجليزية من شتى...