زهور كرام: من لا يعرف القراءة الورقية لن يستطيع القراءة الرقمية

// الأكاديمية المغربية تؤكد أن القارئ أضحى مضطرا إلى تحمل مسؤولية قدرته على الاختيار٬ وخاصة في ظل الزخم المعلوماتي الرقمي الراهن.//

القنيطرة (المغرب) ـ أكدت الناقدة والأستاذة الجامعية زهور كرام أن النص الرقمي أسهم إلى حد كبير في دمقرطة المعلومة٬ وتيسير الوصول إليها.
وأوضحت كرام خلال مشاركتها مساء الأحد في ندوة حول "القراءة بين الورقي والرقمي" نظمت في إطار فعاليات المعرض الجهوي الأول للكتاب الذي تحتضنه مدينة القنيطرة خلال الفترة من 23 إلى 28 مايو/آيار الجاري٬ أن النص الرقمي٬ بجميع أشكاله ومستوياته الثقافية والإبداعية والعلمية والسياسية والأدبية٬ أسهم في دمقرطة المعلومة٬ حيث أضحى بإمكان الجميع الوصول إليها في نفس اللحظة.
وأشارت في هذا الصدد إلى أن استخدام الكتاب الورقي من أجل البحث عن معلومة معينة يتطلب مجهودا ماديا وبنيويا٬ سواء على مستوى الكتاب أو البحث عن هذا الكتاب بحد ذاته في المكتبات٬ وهو يعني "غياب ديمقراطية ثقافية في الحصول على المعلومة".
وفي سياق تفاعل المجتمع مع التحولات التكنولوجية وعلاقتها بالثقافة والإبداع والفكر٬ أبرزت الناقدة أن السؤال الذي يطرح نفسه حاليا "هو كيف نقرأ النص الرقمي٬ خاصة وأنه بعد ما كنا نذهب للبحث عن النص الورقي وقراءته٬ أصبحنا مخترقين ومحاصرين من طرف المادة الرقمية".
وشددت زهور كرام على أن أخطر شيء في القراءة الرقمية٬ هي أن القارئ أضحى مضطرا إلى تحمل مسؤولية قدرته على الاختيار٬ وخاصة في ظل الزخم المعلوماتي الرقمي الراهن.
وأبرزت الأستاذة الجامعية في هذا الصدد أنه "لكي تكون قارئا رقميا٬ فإنه عليك أن تكون قادرا على الانتقاء والاختيار" مؤكدة على أن فعل القراءة والانتقاء أضحى يشكل في حد ذاته "ثقافة ووعيا ومسؤولية وحضارة٬ هو فعل مسؤول وليس فعلا عبثيا أو استهلاكيا".
ولاحظت الناقدة أنه غالبا ما يتم استحضار فعل القراءة مرتبطا بالأزمة٬ قبل أن تتساءل "هل كنا نقرأ حتى نتحدث اليوم عن أزمة القراءة".
وأكدت على أن القراءة فعل تفكيري في معنى وجود الذات وكنهها٬ وهو ما يعني بالتالي أن من لا يعرف القراءة الورقية لن يستطيع بالتالي القراءة الرقمية.
من جانبه أكد محمد سنور المدير الجهوي لوزارة الثقافة لجهة الغرب الشراردة بني احسن٬ أن القراءة تشكل وسيلة أساسية للتعلم والتعرف على الثقافات والعلوم كما تساعد الفرد على تنمية شخصيته وتأسيس مفاهيمه المختلفة ومواكبة التطور العلمي والفني والتقني.
وأبرز المدير الجهوي أن للقراءة دورا أساسيا في عملية اكتساب المعارف الجديدة خاصة مع النمو الاقتصادي والاجتماعي والعلمي في العصر الحديث.
وأوضح أن المديرية الجهوية تسعى من خلال تنظيم المعرض الجهوي الاول بمدينة القنيطرة الى تقريب الكتاب من المواطنين بمختلف شرائحهم وتشجيهم على القراءة وتمكينهم من الاطلاع على إصدارات وأعمال المبدعين بالجهة.
ويشارك في هذا المعرض الذي تنظمه المديرية الجهوية لوزارة الثقافة لجهة الغرب الشراردة بني احسن بشراكة مع ولاية الجهة تحت شعار "القراءة: ارتقاء بالإنسان ونهوض بالتنمية" اثنان وعشرون عارضا يمثلون دور نشر ومكتبة وطنية ومحلية ومؤسسات حكومية وجامعية.
وتندرج هذه التظاهرة في إطار استراتيجية وزارة الثقافة التي تسعى من خلال نهج سياسة القرب في المجال الثقافي إلى جعل الشأن الثقافي موضوعا متداولا وممارسا من طرف شريحة واسعة من المواطنين على الصعيدين المجالي والاجتماعي.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة التي تسعى إلى دعم الخدمات الثقافية المتعلقة بالكتاب٬ من حيث التأليف والنشر والتوزيع والتداول تنظيم سلسلة من الندوات التي تتمحور على الخصوص حول "الإستراتيجية الثقافية لوزارة الثقافة: المرتكزات والطموحات" و"القراءة العمومية الواقع والإكراهات" و"قراءة النص الأدبي والمنهج" الى جانب توقيع كتب بعض المبدعين في الجهة وزيارات منظمة للمعرض لفائدة المؤسسات التعليمية وعرض مسرحي للأطفال.