أنت هنا
شهدت اختطاف وطن لنيران السامرائي
اصدار جديد يحمل شهادات انسانية سياسية ووجدانية مؤثرة عن واقع مُرّ وأليم مَرّ ويمُرّ به الوطن .
تجدر الاشارة إلى أن الكاتبة العراقية نيران السامرائي تقيم في عمان وسبق لها أن أسست داراً للأزياء في لندن عام 1985 وكذلك مؤسسة للمخطوطات النفيسة ( ريسايت ) وانجزت مخطوطات نادرة أهمها مصحف روزبهان الشيرازي ومخطوطة قصيدة البردة للبوصيرى وقامت بجمع واصدار مجموعتين من الشعر لوالدها نعمان ماهر بعنوان مثانى الخريف و سوانح .
تقول المؤلفة في مقدمة لكتاب شهدت اختطاف وطن :
هدفي من هذا الكتاب تثبيت حقائق دامغة وأحداث جسام مرت على بلادي مثل ما عشتها لفترة زمنية قاسية خلتها دهراً , دفع ثمنها خيرة أبناء الوطن وأشرفهم , وذلك بسبب إثارة نيران الطائفية المهلكة بين الطوائف المختلفة , وبين الأديان المتعددة , وقد أردت بكلماتي هذه التحذير من استبدال نظام جائر بنظام جائر آخر .
الكتاب لا يحكي قصة جريمة واحدة تعرضت لها عائلتي في بغداد فحسب ولا يقتصر الموضوع على قضية شخصية أثارت اهتمام الرأي العام الدولي منذ حوالي الأربع سنوات وحتى يومنا هذا , إنما هي شهادات على احداث عشتها في بغداد في الفترة 2004 – 2007 , شاهدت فيها مرارة العيش التي تواجهها المرأة العراقية , أماً كانت أو زوجة , أختاً كانت أو ابنة .
لم أفكر يوماً بنشر ما أكتب على الاطلاق , لكن تطور الأحداث من ناحية , وتشجيع الأصدقاء من ناحية أخرى شجعني على وضع النقاط على الحروف في كلمات بسيطة , علها تعكس هموم الوطن .
أين الوطن ؟!!!
الوطن ليس خريطة أو شهادة ميلاد فحسب , الوطن عشق أزلي يحمله الإنسان بين خافقيه أينما كان وحيثما حل .
الوطن انتماء تعززه هويتك .
وأنت بعيد تعيش غربة قاحلة ...
ترنو إلى حيث ولدت , وترعرعت , ومارست كل الممارسات الطفولية والشبابية بكل ما فيها من سذاجة وشقاوة وبراءة ...
تحمل ذكرياتها معك وتحلم بالعودة معها لتستظل بسماء صافية تعكس زرقتها ماء النهر الخالد ... دجلة الخير ...
وتفجؤك الطلقة القاضية ...
طلقة الحقد , والانتقام ,
والرغبة في القتل والعدوان ...
تفجؤك أمطار دم أسود تظللك ...
تفجؤك أكوام من الهم , والخوف ...
تفجؤك أكوام من الجثث ...
جثث شهداء , أطفال ونساء وشيوخ ...
جثث أبرياء رميت في الشوارع , في وضح النهار ...
وسالت دماء قانية في الحواري ,
والأركان ...
يا الله !!
أين العدل , أين الحق أين , أين الميزان ؟
أينكم يا ولاة أمرنا ؟
أينكم يا حماة ديننا ؟
أينكم وأين ضمائركم والوطن يغرق في الأحزان ؟
ويظل الوطن متوجاً في الذاكرة ...
ويظل هوى عارماً
وعشقاً أبدياً ... تطموه الأحزان .
من قال أن الغربة تلغي الأوطان ؟!
يقع الكتاب في 404 صفحات من القطع المتوسط والغلاف من تصميم المؤلفة نيران السامرائي .