أنت هنا
عمار الجنيدي يوقع ديوان تلالي تضيق بعوسجها في كتاب إربد
رعى د. أحمد نصيرات، رئيس جامعة عجلون الوطنية، مساء يوم الأربعاء الماضي، في فرع رابطة الكتاب الأردنيين في إربد، حفل توقيع ديوان تلالي تضيق بعوسجها، للشاعر والقاص عمار الجنيدي، وهو الحفل الذي شارك فيه الشاعر والناقد عبد الرحيم جداية، وأداره وتحدث فيه الشاعر والناقد مهدي نصير وسط حضور كبير من مثقفي المحافظة والمهتمين.
واستهل جداية الحفل بتقديم قراءة نقدية حملت عنوان التقابل النفسي والدلالي في ديوان تلالي تضيق بعوسجها، لفت خلالها النظر إلى العديد من الدلالات والمعاني للعوسج في الحياة الاجتماعية والبيئية والجغرافية والتراثية وعلاقته بالمكان وغير ذلك، كما قدمت القراءة مقابلة بين النص ومنشئه، ومقابلة بين منشئ النص والدلالات النفسية التي يعيشها المنشئ والمجتمع في ظل تطورات حياتية متسارعة، بعيدة عن البساطة وقابلة للتعقيد أو تعيش التعقيد نفسه ضمن منظومة اجتماعية وعالمية لم تترك فسحة للنفس والروح لتشكيل مزاج الشاعر ضمن رؤاه.
وبيّن جداية أن الجنيدي يطرح القضايا من خلال قصائده المكثفة التي يحويها الديوان ليوصل الفكرة بعيدا عن الحشو أو الاطالة المملة، بل يقدم قنصه للفكرة العميقة باقتصاد لغوي وتكثيف فني يضفي جمالا على شكل القصيدة وروحها بمضامينها الانسانية التي تحاكي الفرد والمجتمع بلغة راقية تحمل دلالاتها وتأويلها وعناصر الجمال التي تشكل القصيدة سمعيا وبصريا، مشيرا إلى أن عنوان الديوان تلالي تضيق بوسجها، جاء محملا بالعديد من الدلالات والتأويلات الناتجة عن المقابلات والمقارنات ودورها في العجز النفسي أو إذكاء النفس لتحلق في فضاء جميل وهذا مؤشر على ذكاء الشاعر في انتقاء عناوين مجموعاته.
من جانبه قدم نصير دراسة في الديوان من خلال ثلاث حركات، هي: الحركة الأولى: حركة الضياع والتشتُّت والخراب والهزيمة والانكسار، حيث كانت اللغةُ في هذه الحركة لغةً عنيدةً وقاسيةً حملت في مفرداتها تعبيراً عميقاً عن عجزٍ ذاتيٍّ فرديٍّ وفي الوقتِ نفسه حملت عجزاً جماعياً تاريخياً، امتزج العجزانِ معاً في أصواتٍ ضجَّت بها موسيقى هذه الحركة الغاضبة، أما الحركة الثانية: وتشكِّلُ هذه الحركة المعزوفة المليئة بالشجن والبحث عن الخلاص والخصب، البحث عن شيءٍ جميلٍ يُسند الشاعر في مواجهة طوفان الخراب الذي التهمَ كلَّ الأشياء الجميلةِ ومزَّقها وشوَّهها، هذه الحركة تبحث عن امرأةٍ تُعيدُ لهذا العالم اتزانه وتُعيد للجمال قيمته وللحياةِ معانيها التي انسحقت تحتَ عجلات المركبات البربرية لهذا الخراب الكونيِّ الجامح، والحركة الثانية: وتشكِّلُ هذه الحركة المعزوفة المليئة بالشجن والبحث عن الخلاص والخصب، هذه الحركة تبحث عن امرأةٍ تُعيدُ لهذا العالم اتزانه وتُعيد للجمال قيمته وللحياةِ معانيها التي انسحقت تحتَ عجلات المركبات البربرية لهذا الخراب الكونيِّ الجامح، والحركة الثالثة: وفي هذه الحركة المنكسرة يمزج الشاعر بين الحركتين الأولى والثانية في هُدنةٍ ومصالحةٍ مؤقَّتةٍ وقلقةٍ ومجروحةٍ مع الواقع الجامح والتاريخ المتمدِّدِ بخرابهِ ومسوخه طوفاناً أزليَّاً لا يُقهر.
الى ذلك قرأ الشاعر عمار الجنيدي مجموعة من قصائد الديوان التي عكست رؤيته للحياة والحب والجمال. ومن ثم وقع الديوان للجمهور وسط حفاوة كبيرة