أنت هنا
غيثة بلحاج تترجم الحداثة الأدبية
الرباط ـ صدر عن دار "توبقال" بالدار البيضاء كتاب بعنوان "في الحداثة الأدبية" لبول فاليري وآخرين٬ ترجمة غيثة بلحاج٬ يتناول الأعمال والنصوص المؤسسة التي شكلت المدخل إلى الحياة الأدبية في الغرب٬ بين أوروبا والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية.
وأشارت المترجمة غيثة بلحاج٬ في مقدمة هذا الكتاب٬ الى أن المؤلَّف يضم بين دفتيه أربعة نصوص "تنطلق من الشعر ولكنها تطلعنا٬ إلى جانب الشعر٬ على عوالم متعددة٬ ظاهرة أو خفية للعمل الأدبي وتصوراته الحديثة. ومن أبعاد هذه النصوص أنها تهيئ الشبان٬ الذين اختاروا نهج طريق الكتابة الأدبية٬ وتقودهم إلى الطريقة المثلى التي يجب عليهم مباشرة عملهم على منوالها".
والنص الأول في الكتاب عبارة عن محاضرة ألقاها الشاعر الفرنسي بول فاليري في بروكسيل سنة 1942 وهو في سن الحادية والسبعين من عمره٬ بعد أن كتب أغلب مؤلفاته وبلغ أعلى درجات النضج، حيث يحكي بول فاليري في هذه المحاضرة ذكرياته بتلقائية٬ كما يحرص على التشديد في أكثر من مكان على طبيعة الشعر ونوعية العمل الجاد الذي يتطلبه٬ ويعلن عن تعاطفه مع الشبان المتعاطين للعمل الأدبي ويوجدون في وضعية شبيهة بالوضعية التي وجد فيها نفسه حين أقدم في البداية على الكتابة.
أما النص الثاني فيعود للشاعر الأرجنتيني روبرتو خواروز أجراه سنة 1990 وتمت ترجمته إلى الفرنسية من قبل الشاعر الفرنسي جاك أنصي ونشرت الترجمة سنة 2001 ٬ يعمد فيه الشاعر إلى توضيح مفهومه للشعر من خلال حديثه عن اتجاهه الشعري الذي اختار له اسم "الشعر العمودي"٬ وجعله العنوان الوحيد لجميع دواوينه بحيث لا يميز بينها سوى رقم الديوان. ويتناول خواروز٬ في سياق حديثه٬ علاقة شعره القوية مع فلسفة الزن (واحدة من أقدم الفلسفات الأسيوية٬ وهي فلسفة التأمل العميق٬ وتحقيق السلام الروحي والنفسي والتوازن بين الروح والجسد). ويتعرض لنقاد الشعر والكيفية الخاطئة التي يتم بها تدريس الشعر في الجامعة٬ ثم يبسط رأيه في الكيفية التي يجب أن تكون عليها قراءة الشعر.
ويتطرق النص الثالث٬ وهو للكاتب والفيلسوف البرتغالي إداوردو لورنسو بعنوان "الشاعر في المدينة" كان قد ألقاه في شكل محاضرة سنة 2001 ٬ لدور الشاعر ومفهوم الشعر في الزمن الحديث٬ متسائلا "عما يمكن أن يقدمه الشعر للإنسان الغربي المعاصر الذي يعيش في مدينة لا إنسانية".
في حين يهم النص الرابع دراسة للشاعر والكاتب الأميركي إدغار آلن بو أنجزها سنة 1846 وتحمل عنوان "فلسفة التاليف"٬ قام الشاعر الفرنسي شارل بودلير بترجمتها وأعطاها عنوانا مغايرا هو "نشأة قصيدة"٬ وقد شكل هذا النص مرجعية ذات تأثير خاص على شعراء الرمزية الفرنسية٬ وفي طليعتهم كل من بودلير وملارميه٬ "لما يتوفر عليه من معرفة عالية وصارمة بالمراحل التي تمر منها القصيدة٬ بدءا من التفكير فيها حتى الانتهاء من كتابتها".
(ميدل ايست أونلاين)